المقالات

مستقبل العراقيين في زمن المهرجين

1852 2014-09-28

ما زالت المعادلة الدنيوية مغلوطة, منذ أول يوم نزل فيه آدم وحواء الى الأرض, بعد أن تسبب الشيطان, عليه لعائن الخلق أجمعين, بخروجهما من الجنة, الى يومنا هذا, فكانت بداية الحياة, بالنسبة لأبناء آدم خطيئة أورثت الندم, عندما قتل قابيل, أخاه هابيل وعجز عن دفنه, فكان معلمه في ذلك غراب عابر, أعطاه درساً ليدرك أن عقله عجز أن يجاري عقل الحيوان, فكان الألم والحسرة والإحساس بالعجز, جزاؤه في الدنيا وعذاب الآخرة أعظم من ذلك بكثير.

رغم ذلك كله لم, يتعظ أبناء آدم مما وقع فيه قابيل, فكانت الرسل تترى واحداً تلو الآخر, 124 ألف نبي, بُعثوا لتصحيح المعادلة, فنالوا نصيبهم, من القتل والتنكيل والأذى, وما زلنا نتنظر تصحيح المعادلة. نعم فما زال يزيد يجلس في قصره, يحتسي الخمر ليلاً ويصلي في الناس نهاراً, لأنه خليفة المسلمين! رغم أنه قتل أبن بنت خاتم الرسل, ( عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأتم التسليم), ووضع رأسه في طشت من ذهب, وراح ينكت ثناياه, بالعصا أمام الحاضرين في المجلس, وشتم عقيلة الطالبيين ( عليها السلام), ومَجد مرجانة صاحبة التاريخ المعروف! ورغم ذلك كله , يبقى في نظر دعاة الإسلام خليفة! هنيئاً لكم خليفتكم الفاسق أيها الأغبياء.

التاريخ يعيد نفسه, في كل يوم بل في كل لحظة, إلى اليوم تخرس الأفواه, وتصم الأذان, فلا يُسمع إلا رنين الذهب, في شوارع الكوفة, ليكون ثمنا لرأس سيد شباب أهل الجنة, بعد أن سحبوا جثة سفيره ,وإبن عمه في أزقة الكوفة, في أيام العيد. 
مازال دعاة الفضيلة, ممن يرتدون ثياب التقى, لا يتورعون عن الإنحناء للمومسات فيهرعون للملمة, أطراف ثيابهن, حتى لا يمسها التراب, ويبصقون بوجه كل عفيفة عقاباً لها على عفتها, بعد أن أدوا أدوارهم ,ببراعة أمام سذج صدعوا, رؤوسهم بالحديث عن الفضائل, والإصلاح والشعارات الرنانة, لتسقط أقنعتهم المزيفة, وتظهر وجوه تفوق في البشاعة, والقبح وجوه المسوخ.

واهم من يعتقد أن زمن الأصنام ولى, ففي كل يوم يصنع الناس ألف صنم وصنم, ليقعوا لها ساجدين, هاهم ينتخبون المسؤول, فيهرع حمايته لأزاحتهم عن طريقه, بعد أن صفقوا له طويلا, وكأن لسان حاله يقول, صفقوا وصفقوا وصفقوا, ثم أنحنوا كي تسحقوا!
لتحل اللعنات على كل أفاق كاذب, يهتف بشعارات زائفة نهاراً, ويناقض نفسه ليلاً, اللعنة على السياسة, وأشباه الساسة, وعلى أصحاب المناصب والكراسي, من المهرجين ذوي الوجوه الملونة, والضمائر المتسخة, والنفوس المريضة, اللعنة على مشاريع الإصلاح التي ترفع شعارات, في مقدمتها خدمة الفقراء, بينما تسخر لصالح نكرات, يستعبدون الفقراء, اللعنة على دعاة الحق الزائفين, الذين يناصرون الباطل, وينصفون الظالم على حساب المظلوم.

إنه سيرك كبير, يصبح فيه الجلاد ضحية, والفاسق خليفة, وشارب الخمر أميرا ً للمؤمنين, وأبن بنت النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) خارجي, والمقتول ظلماً مجرم وقع عليه القصاص, بينما القاتل صاحب حق! والعفيفة ترشق بالحجارة, بينما وريثة مرجانة ينحني, لها الجميع إجلالاً وإحتراماً, إنه سيرك يؤدي فيه كل , مهرج دوره ببراعة, أقطعوا تذاكركم وأحجزوا, أماكنكم فالعرض مازال مستمراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك