المقالات

قرار ومرسوم جمهوري متناقض

1471 17:57:00 2007-08-13

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العرب

لا تزال المحاولات الحثيثة مستمرة لاسقاط الوضع الامني العراقي من خلال تضييق الخناق على الحكومة كما هو واضح من الانسحابات اللامسؤولة لتعميق الازمة السياسية، فلا يمكن تصحيح المسارات السياسية الا من خلال اجماع هيكلة الدولة وبناء المؤسسة الحكومية بمشاركة الجميع، فضلا عن تحديد هوية ومفهوم المواطنة والوحدة الوطنية وماهيتها بترشيد وتقنين القرارات الصائبة والابتعاد عن الطائفية والفئوية الدخيلة التي أضحت الهاجس الكبير لتعميق التناحر والاستئثار، ومحاولات تغييب صوت الإخوة السنة من قبل انصاف السياسيين وهو من الامور غير المقبولة باعتبارهم مكونا اساسيا لا يمكن تجاهله او تجاوزه اذا ما عادت تلك القيادات لرشدها لان الوضع الحالي لا يتحمل الازمات المتكررة وهذه الاشكاليات، لا سيما وانها تجاهر علانية بدعمها (المقاومة) المزعومة التي تضع العراقيين كافة هدفا لها وحاولت جاهدة اشعال فتيل الحرب الاهلية وهذه المجاميع الارهابية لا تحضى بأي مقبولية لدى قطاعات واسعة من العراقيين، واكثر من ذلك فهي تجد رفضا شعبيا حقيقيا لذلك لا يمكن القول بأي شرعية لها فمن الطبيعي ان ننظر الى من يغطون افعال القاعدة والصداميين ويبررونها محاولين اظفاء الشرعية عليها فهم بمثابة عكازات منخورة لا تستند الى أي هيكل، لذلك من الصعب أن تعرف عن أي مشكلات تحدث في واقع مثل الواقع العربي المتهرئ، فإن الجميع في ازمة سواء داخل العراق او خارجه، واذا ما كانت الازمة العراقية تستمد تحريكها من الجوار الاقليمي، فإن الازمات الاخرى بدأت تنخر المجتمعات العربية بعد ان سيطر مفهوم المصلحة والفائدة والتسلق الوظيفي والاقتصاد المهني والاغتيال المعنوي، بدلا من الانتماء واشاعة المواطنة والقيم السامية على الجميع، بمن فيهم مدعو السياسة والوعي والوطنية والنضال من قضايا الوطن والمواطن في الكثير من الدول العربية.

 ومن المؤسف ان الواقع العربي سواء على المستوى النخبوي أم على المستوى العام، يلاحق ما يلاحق من احداث من منطلقات أخرى دون النظر الى الماضي والاستفادة من الواقع لانقاذ ما يمكن انقاذه في المستقبل، فالتحديات الكبرى تبدأ صغيرة ككرة الثلج تكبر كلما واصلت الدحرجة، وعلى الرغم من معرفتنا بالجوار الاقليمي ومديات تدخلهم بالشأن العراقي، نرى لأول مرة دولاً غير اقليمية تكون صاحبة اليد الطولى في تغذية الازمات الخلاقة في العراق والمنطقة ومن استراتيجية غامضة في التعاطي مع الملف الارهابي، ومع ذلك لا زال العراق قادرا على التحدي في تثبيت الامن والاستقرار ومعالجة الخلل الامني بمهنية عالية واعطاء الفرصة للمؤسسات الحكومية ان تنهض بواقعها باعتماد الشراكة لكل المكونات العراقية الوطنية الساعية لبناء العراق التعددي الفيدرالي الدستوري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك