الوطن، المواطن، المواطنة، مصطلحات تعددت تعريفاتها السياسية، تبعا للمذاهب السياسية والفكرية، وبغض النظر عن مدى الاتفاق والاختلاف بين هذه التعاريف، فيبقى الفهم البسيط لدى المواطن لوطنه وحق المواطنة، يبقى فهماً فطرياً وعفوياً، قد لا يتطابق بصورة كاملة مع تلك التعاريف، والمزايدة في هذه القضية تحدد بمدى العطاء.
ما أن تعرضت سفينة الوطن للغرق، وكادت ألوان العلم أن تبهت، وكاد العلم أن يتمزق، ونشيد الوطن أن يتحول إلى كلمات لا معنى لها، بعد أن سرت المياه ما بين أقدام الساسة والعسكر، هب أبناء هذا الوطن الجريح، ملبين نداء المرجعية، لينقذوا ما تبقى من الوطن.
لقد جرت العادة في بلد مثل بلادنا، أن تقلب الموازين مع شديد الأسف، نعم؛ فنحن في بلاد العجائب، ومن يقلب الموازين هم أنفسهم، بالأمس واليوم وغداً، سياسيو الفتنة، وبدل أن يرفعوا القبعات والأيادي و(العكل) تحية واحتراماً وإجلالاً لدماء الشهداء، إذا هم يطعنون أبناء الحشد الشعبي أبناء العراق الغيارى، من الخلف كالجبناء، ويتهمونهم بشتى التهم، كالطائفية والعنصرية و و و ..الخ.
أما أخر صيحة أتحفونا بها، هي اتهامهم لأبطال الوطن، وصائني أعراضهم، وحماة أرضهم، بالخطف على أساس طائفي، ولا اعلم حقاً، أيبكي هذا الكلام أم يضحك؟ انه شر البلية، يا لعاركم وشناركم، رمتني بدائها وانسلت، أمن يترك الأبوين؟ أمن يترك الأولاد؟ امن يترك العيال؟ أهذه الاتهامات توجه لمن باع النفس والأهل؟ واشترى الآخرة، وضحى لأجل وطنه.
أين انتم؟ يا من تقيمون في عمان، يا من تركتم أرضكم وعرضكم؟ تنهش لحومكم ضباع وشرذمة لا أصل لهم ولا فصل ولا حسب ولا نسب، بعد أن استوليتم على أموال السحت الحرام بالباطل تحت مختلف المسميات، يا من ملئتم بطونكم من أموال الشعب؟ صحوات ومجالس إسناد، تجارة بدماء الفقراء، معهم بالاسم، وفنادق عمان وغيرها ذات الخمسة نجوم، زكمت أنوفها من عفونتكم. لن نقبل بصمت الحكومة، ولن نصمت بعد ألان، لا نخشى إلا الخالق، أسلوبكم الأموي، قادرين على رده، لكننا لا نختل ولا نغدر، ليس من شيمنا أن نخون (الملح والزاد) الذي (مسختوه) بأفعالكم وأقوالكم، الأجدى بكم أن تنزلوا لسوح الوغى، التي هربتم منها قبل أن تطئوها، واخجلوا من أنفسكم، ومن دماء الشهداء، ومن أرضكم التي تركتموها للغاصب يدنسها.
تعالوا لتقبلوا جبين أولائك الأبطال، ومن قادهم على طريق البسالة والشجاعة، تعالوا وقَبلوا التراب تحت أقدامهم، بدلا من تخرصاتكم الطائفية المسمومة، لقد كُشفتم، وزال القناع، فظهرت وجوهكم السوداء الكالحة التي كانت الأقنعة تسترها، فتعساً لكم وترحاً، حين صرتم غرضا يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون، وتغزون ولا تغزون، تغتصب نسائكم وتضحكون، ويذبح أبنائكم فتكبرون.
أبناء الوطن، مواطنوه، هم من يهبوا للدفاع عنه، هم من يضعوا صدورهم درعا له، يعرفون إن أول حق للوطن على أبناءه أن يحموه، ويصونوه، وأبطال الحشد الشعبي، أولى بالوطن منكم، لأنهم أبناء العراق، فأبناء من انتم؟..سلامي
https://telegram.me/buratha