المقالات

الشرعية المتداولة.. آفة الحروب الحديثة

1767 2015-04-14

تمر علينا مصطلحات حديثة, كل يوم تظهر كلمات جانبية, تأخذ حيزاً من الاهتمام, وتدور حولها حلقات التفسير والتحليل, كل مغرد يفكك حروفها بالذي تشتهيه تطلعاته, يتلاعب بتكنيك الترجمة, محاولاً صنع رأي عام مؤثر يدعم تطلعاته .

قد يأتي عبث الكلام وكثرته, بكلمات بسيطة يسهل لفظ تفسيرها, لا تجد من يتوقف عندها للتدقيق, بينما تحرك كلمات أخرى, جيوش العسكر ومترجمي الحديث, وتكون مادة دسمة للمناقشات والمداولات.

دعم الشرعية, مصطلح رائج الشهرة هذه الأيام, نراه مقطعاً على طاولات التشريح السياسي, يشبعونه نقاشات وتحليلات, مفهوم عبر حاجز التنظير المفرط, لنراه يتنقل بين ساحات المعارك والمظاهرات والثورات.

من المؤكد إن المراد من كلمة الشرعية المتداولة, ليس ارتباط المفردة بفكرة الوهلة الأولى, التي تتبادر إلى أذهاننا, وهي ربطها بالقانون الإلهي, بل هي تعبر عن دستورية الحالة, وحكم القانون الوضعي.

بين تفسير وأخر لوجود الشرعية السياسية, تطغى صبغة التدخلات الخارجية في شؤون دولة ما, ومعظم البلدان العربية عانت من شوائب ذاك التأويل الخاطئ, أو ترويجها ككلمة حق يراد بها باطل.

تمحور دول الغرب وحلفائها في الشرق, حول أزمات المنطقة العربية, جاء بمحاباة واضحة, فالدول التي تنادي بدعم شرعية.. الرئيس هادي منصور في اليمن, هي نفسها التي أيدت سقوط محمد مرسي, الرئيس المصري المنتخب شرعياً وبحسب الدستور.

وأيضاً تسويق حراك المعارضة السورية, على إنه حركة شرعية و إرادة شعبية, بالمقابل نجد ألاف القنابل تضرب الحراك اليمني,  للسبب المعلن ذاته وهو دعم الشرعية.

الشرعية الأمريكية, هي قاعدة الإنطلاق لأي تحليل يتركب على الأحداث, قياس الرضا الأمريكي على عمل الرؤساء العرب, ومدى تطابق عملهم مع الخارطة التوسعية للغرب, هي من تتحكم بنتائج بقاءهم من عدمه.

التهمة جاهزة كقالب حلوى, ممكن شرائه من أي محل صغير, قضت هذه التهمة على كل شعوب المنطقة, بين قتيلٍ ومشرد.

شاركت دول الخليج بدعم نظرية الشرعية التهمة, بددت الأموال والفتاوى والسلاح, ولا نعلم من عينهم قاضي على المنطقة, خصوصا وإنهم بحاجة ليثبتوا لنا شرعية حكمهم المتوارث, على حساب حقوق الشعب وخيراته.

موقف السعودية والإمارات والخليج المنحاز, من أنظمة الحكم في مصر وسوريا واليمن وليبيا, ماهو إلا تعبير علني عن خلاف الإسلام السياسي, بين الوهابية والأخوان المسلمين, أي بين السعودية بوهابيتها وتكفيرها, وبين قطر وتركيا وإخوانهم المخربين.

واجهت السعودية مؤخرا, أزمة في شرعية قرارات الملك سلمان, حيث أقصى كل أركان الحكم فيما وصفه المحللون, بالإنقلاب الناعم في العائلة المالكة, لكن الدعم الأمريكي القوي, حال دون إظهار الأمر علنا.

وضريبة السكوت الغربي, وكهدية مقابل منح الشرعية للملك الجديد, صعدت السعودية من مواقفها إزاء, كل الدول التي تتحفظ على السياسة الأمريكية وتقاومها.

(من سنَّ سنّة سيئة عليه وزرها)

منذ أربعة أعوام والخليج يراهن.. على كسب معركة سوريا, وأدخل الأحمق أنفه بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل, ما خلى الطاعة العمياء لأسياده خارج الحدود, أستكمل مشوار حماقته بدخوله غازيا في اليمن, لتتحول المعركة إلى كيف يحافظ على حدوده. 

صدق أبو الطيب المتنبي حين قال.. لكل داءٍ دواءٌ يستطب به_ إلا الحماقة أعيت من يداويها.

حمق أل سعود ومن لف لفهم, بإستحداث وسيلة جديدة للحروب الداخلية في الدول, جعلهم أمام مرمى الأحداث المتوقعة, فقريب أو بعيد ستظهر تشضيات البيت السعودي, وبعدها كل البيوت الحاكمة في الخليج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك