المقالات

هذا ما اتفق عليه حكام العراق..!

2585 2015-05-12

(أنا ولي الدم)، بهذه العبارة المشهورة أنهى المالكي فترة حكمه الثانية، والغريب أنه وبعد ثماني سنوات من الهرج والمرج الأمني، تذكر.. أنه ولي الدم.

حادثة الشهيد محمد بعيوي الأستاذ الجامعي والأكاديمي المغدور، ورغم أنها مست الوجدان الشعبي، إلا أنها تعتبر حادثة جنائية مثلها مثل كل الحوادث التي تشغل محاكمنا، ولو جردناها من صبغتها السياسية (الإنتخابية) لوجدناها.. صورة مستنسخة عن جرائم قتل شخصية، تحدث في كل العالم، مع أختلاف المسوغ والدافع.

لذلك.. نستغرب ربط دولته بدم الشهيد بعيوي، وهو الذي تنصل عن كل تلك الدماء التي زفتها ولايته العقيمة.

حال المالكي لم يخالف سابقيه، وإلى الآن لم يختلف عنه لاحقيه، فلا زلنا نشاهد حلقات مسلسل (أقتلونا وننتظر المزيد!).

منذ تأسيس الدولة العراقية والعراق يتسلح، وحكامه مصابون بداء العسكرة، والآن وبعد مرور ما يقارب مائة عام، نشهد واقعاً أمنياً مزرياً، يبعثر أجسادنا هنا وهناك، ولون الدم يطغي على شوارع إنسانيتنا.

بالحديث عن أمن العراق المفترض، نستذكر دولاً شهقت معالمها مع تشديد الإشارة، إلى أنها لم تعطي للعسكرة ما أعطاه العراق، لكنها تتمتع بأمن وأمان بتنا نحسدهم عليه، وهنا نجد أن مفعول عسكرة الحياة المدنية، لم تجلب أمناً وأضاعت أمماً.

منذ عشرينيات القرن المنصرم، والأسماء العسكرية تجول في أروقة الحكم، وهنا لا نجزم بأن الجميع تدرج في الكلية العسكرية، إلا أننا نجزم بأن من يفكر بالعسكرة، هو عسكري بالمنهج لا يختلف شيئاً عن نائب ضابط قديم، أشبع السرية جوراً وفتنه.

إذن أين هو الأمن الذي من المفترض أن نجنيه بعد عسكرة الدولة العراقية؟!

لم يفقه رؤساء العراق موضوعاً مهماً، يأتي إجابة لسؤال عرضي، من أين تؤكل الكتف؟ لذلك مشوا بعيداً عن ما يحقق الأمن لبلادهم، والذي من شأنه أن يثمر في القوة العسكرية العراقية.

هل يوجد الآن من (يتحرش) باليابان؟

الكوكب الياباني الشقيق، تعرض ومنذ فترة ليست بعيدة، للقنبلة الذرية (التي ربما نشاهدها قريباً) كمكرمة داعشية مستحدثة، وأبيد عسكرياً ومعنوياً، ثم تلا ذلك شروط تعجيزية على إنتاج الأسلحة أو أستيرادها، لكن في النهاية لا يوجد من (يتحرش) باليابان.

السبب بسيط جداً، هو تعامل الكوكب الصديق مع المشكلة بواقعية، بناء الإنسان والمجتمع الذي ينتج أمناً ومستقبلاً ودولة.

عسكرنا المجتمع بينما أغفلنا تعليمه، والإهتمام بصحته وبناه التحتية، لذلك كانت النتيجة مؤسفة، وهي البحث عن قائد عسكري فلا نجد!

هذا ما اتفق عليه الرؤساء، الانتقال بالمجتمع المدني إلى الحظيرة العسكرية، وكلنا نتمتع الآن بدراية أمنية، فيما يفتقدها شخص الرئيس.

أتفقوا على تشتيت الجهود فضاعت نتائجها، وعلى الأختيار الخاطئ للقادة العسكريين فخابت توقعاتهم، والعراق بين فكي الثعلب الطامع، لا يملك شيئاً إلا منازعة الموت البطيء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك