المقالات

الطابور السادس !!!!!

2150 17:05:47 2015-05-13


========
مقدمة
==========
من الطبيعي ان تكون مادة اي عمل استخباري هي المعلومات المحظورة المستحصلة من داخل اسوار العدو, وبرغم التطور التقني فان العنصر البشري يبقى اساسياً في استقاء المعلومات من العدو وهو مانقصد به اعمال التجسس بكل اشكالها , سواء ماكان منها تجسس الاجانب على البلد , او مايقوم به الخونة من ابناء البلاد ضد وطنهم وهو مايصطلح عليه بالطابور الخامس .
في مقالنا هذا سنثبت ان العراق وصل الى مرحلة من الاختراق انتهت فيه مرحلة الطابور الخامس الى مرحلة غير مسبوقة اطلقنا عليها اصطلاحاً.... الطابور السادس.
==========
الطابور الخامس
===========
تعبير الطابور الخامس هو ترجمة عن الإسبانية القشتالية quinta columna الذي ينسبه البعض للدكتاتور فرانسيسكو فرانكو, ولكن من المرجح أن أول من استخدم هذا التعبير هو أحد قادة فرانكو ، وهو الجنرال إيميليو مولا، الذي كان القائد العام لجيش الشمال إبان الحرب الإسبانية( بحسب المؤرخ الإنجليزي هيو توماس) ، أثناء مؤتمر صحفي مع صحفيين أجانب، سُئل الجنرال أي الطوابير الأربعة التي يتكوّن منها جيشه سيفتح مدريد؛ عندئذ رد الجنرال مولا قائلاً أن هذه ستكون مهمة الطابور الخامس (quinta columna) ، في إشارة ضمنية إلى الجماعات الفرانكية الموالية التي كانت تعمل في الخفاء داخل مدريد, ويؤكد توماس أن هذه الكلمات "غير المتحفّظة" كانت ذريعة لسلسلة طويلة من عمليات القتل في العاصمة. 
وفي رواية أخرى، أن الجنرال مولا قال خلال برنامج إذاعي في عام 1936: "لدينا أربعة طوابير تتقدم باتجاه مدريد، أما الطابور الخامس فسوف يتحرك في الوقت المناسب". وسرعان ما شاع هذا التعبير بين الصحفيين، ونُقل إلى اللغات الأوروبية الأخرى، فعلى سبيل المثال هناك fifth column في الإنجليزية و fünfte Kolonne في الألمانية.
ويستخدم تعبير "الطابور الخامس" غالباً بمعنى ازدرائي ، للإشارة إلى مجموعة من الخونة الذين يساعدون العدو ضد بلادهم, وبعدها ترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي.
ومن الطبيعي فان جواسيس الطابور الخامس يكونون متخفون بحكم خطورة عملهم وحبل المشنقة الذي ينتظر من يقع منهم في ايدي السلطة, وهذا الامر بات ينطبق في كل دول العالم بلا استثناء ماخلا عراق مابعد 2003
==========
مطبات الاصطلاح
===========
يوجد في كل بلد في العالم تجسس رسمي معروف لكل دولة وهو التجسس الدبلوماسي , حتى ان سفارة اي بلد في اي بلد هي وكر تجسسي بلباس رسمي دبلوماسي.
وتعلم الاجهزة الامنية بان المهمة الاولى لاية سفارة هي جمع المعلومات عن البلد الذي تتواجد فيه , لذا لايخلو بلد من جهاز امني مهمته مراقبة الاجانب والسفارات خصوصاً باعتباره من مهام مكافحة التجسس, وفيما عدا ذلك لايوجد شيء او اصطلاح بمسمى التجسس الرسمي , الا في العراق !!!!حيث اخذ التجسس لدينا منحى غريب لاسابقة له هو منحى التجسس العلني دون عناء لاية تغطية واي تخفٍّ, بل وبكل استخفاف وصفاقة, وهو مانسميه بالطابور السادس.      =======
بلاد العجائب
========
في مرحلة مبكرة قبيل سقوم نظام الطاغية صدام , اصبح العراق مرتعاً لجيوش الجواسيس من كل بلدان العالم , ومارست الاجهزة الاستخبارية الامريكية والغربية جهودا جبارة لبناء قاعدة استخبارية استباقية لها في العراق, في اختراقات لاحصر لها داخل مناطق نفوذ صدام وحزبه وعشيرته ,بالاخص في التي كان يعدها صدام المجرم مادته الخصبة في المناصب الحساسة والامنية .
ولم تكتفي المخابرات الدولية بذلك , بل انها جندت مبكرا الكثير من الشخصيات الموجودة خارج العراق والتي توسمت فيها الدوائر الاستخبارية انها ستتسنم مستقبلاً مناصب حساسة سياسية في الدولة الجديدة حال سقوط صدام , ولانبالغ اذا ما قلنا انها اسست لهؤلاء كيانات واحزاب ومقرات ورعت لهم مؤتمرات ومولتهم بمئات ملايين الدولارات.
وقد جند هؤلاء بدورهم جيوشا ً من الجواسيس والاتباع من مختلف الملل , ومع سقوط الصنم دخلت المخابرات الاقليمية والعربية الى الميدان العراقي ذو الابواب المشرعة ليصبح العراق فسيفساء لتنوع الاجهزة المخابراتية العاملة فيه .
وبدلا من ان يكون هذا الامر حافزاً للمشرع العراقي ليشدد العقوبات على التجسس والخيانة بدا الامر وكأنه التفاف حول اصطلاح التجسس حتى لم يعد العراقي يعرف لهذه الكلمة اي وقع في المحاكم العراقية, فصار قانون مكافحة الارهاب بديلاً فضفاضا لجريمة التجسس والخيانة .
فعلى سبيل المثال تقبض الجهات الامنية على شبكة ارهابية في الموصل مكونة من عراقيين ومعهم ضابط مخابرات سوري , ويعترفون بالتدريب في سوريا على القتل والارهاب ويعترفون بجرائمهم , ولكن المدهش والمحزن انهم يحكمون بالاعدام بجريمة الارهاب لابجريمة التجسس والخيانة العظمى , رغم ان لدينا مواد في قانون العقوبات تكفي لحكمهم بالتخابر مع بلد اجنبي بقصد الاضرار بمصالح البلاد!!!.
وتوالت القضايا المماثلة في المحاكم حتى باتت جريمة الارهاب بمثابة غطاء عن جريمة اقبح واخطر , كان يفترض بالمشرع العراقي ان يلتفت الى اهميتها , الامر الذي بات العراق خال من اي اتهام لاي عراقي بتهمة التجسس على الاطلاق منذ 12 عام برغم الاعترافات والتدريب وتلقي الاموال من جهات اجنبية , فهل لذلك اسباب خفية ؟؟ !!!. ونؤشر هنا للتاريخ ان القوات الامنية والقضائية لم تمسك باية شبكة تجسس على الاطلاق الا في مرة واحدة يتيمة تم فيها الايقاع بشبكة تجسس اسرائيلية عام (  2005  ) , تم فيها الامساك برئيس الشبكة واعوانه , ولكن الامر آل في احداث داراماتيكية غريبة الى اطلاق سراح عناصر الشبكة المعترفين ومعاقبة الضابط الذي امسكهم وتجميده ومعاقبة كل الضباط والمراتب الذين كانوا بإمرته ومنعهم من السفر !!!!!!. ================
حين يصبح الجاسوس مسؤولاً
=================
برغم كل عبثية العمل التجسسي في العراق الا ان الاجهزة الامنية كانت للامانة اكثر عبثية , فبرغم كل مااشرنا اليه فان العراق ليس فيه جهاز معني بمكافحة التجسس , رغم ان الجواسيس موجودون في كل مكان , ويبدو لنا ان ثمة ارادة خفية كانت ولازالت تسعى جاهدة لتعطيل اية جهود لمكافحة التجسس في العراق , بل انها تسعى لتنسي العقل الجمعي العراقي كلمة واصطلاح التجسس والجاسوسية والخيانة .
وزاد من استهتار تلك القوى الخفية (المعلومة) انها اطاحت باصطلاح الطابور الخامس  الذي يوجب سرية العمل ويوجب التمويل من الجهة التي تجند الجاسوس , واوصلت تلك القوى الخفية الامر الى مستوى غير مسبوق في العمل التجسسي وهو ان تقوم باعمال الخيانة العظمى والتجسس علناً وباموال الدولة التي تتجسس عليها والامثلة على ذلك لاتعد ولاتحصى.

ففي مرات لاحصر لها كانت اعمال طارق الهاشمي وأسعد الهاشمي وعدنان الدليمي  ومحمد الدايني وظافر العاني  وسواهم فيما يخص ارتباطهم بقوى الارهاب ودوائر المخابرات الاقليمية وبالقاعدة , كانت اعمالا محصنة بمناصبهم الحكومية الرفيعة.

فمحافظ نينوى مثلاً كان الى وقت قريب  يتظاهر ضد القوات المسلحة ويدعم ماتسمى بساحات الاعتصام في المحافظة بأموال الدولة , ويسلم الموصل ويهرب والآن يؤسس معسكر من أشهر في اقليم كوردستان للتدريب وايضا برواتب وميزانيات من الدولة دون رقيب وحسيب, وبرغم ذلك لاتعد هذه خيانة واعمال تجسس ويبقى الى الان محافظاً بشكل رسمي على الموصل المحتلة , فيما يقال محافظ الانبار المصاب في معركة ضد الارهاب, بل ان الحكومة تختار المستشار الامني لمحافظ الموصل لتجعله وزيراً للدفاع!!!! .

ونواب لرئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء يذهبون بايفادات على حساب الدولة وهم بمناصب رسمية وبحمايات وببدل سفر ضخم ليقابلوا ملك الاردن ويطالبونه للتدخل لصالح طائفة عراقية دون اخرى,وهذا لايعتبر عندنا تجسس وخيانة وتعامل مع جهة اجنبية.  واخرون بمناصب رسمية رفيعة يذهبون لملك السعودية يطالبونه ان يسعى لحماية سنة العراق , فيما لايستطيع الشيعي السعودي ان يقول انه شيعي, وتمر زيارة المسؤولين الحكوميين مرور الكرام على اجهزتنا المخابراتية ولاتعد استدعاء لاجنبي للتدخل بشؤون العراق .

 ولاننسى هنا ان كل رجال الدين الذين كانوا يصرخون في ساحات الاعتصام في الانبار والموصل بنداءات الطائفية والبعث والتأليب على الحكومة , كانوا ومازالوا  يأخذون رواتب من الوقف السني, ولم يعتبر عملهم من اعمال التخريب والتجسس ومعاونة الاجنبي(داعش).

ولايزال الاعلام التابع لاحزاب الطابور السادس تسمي المحافظات التي يسيطر عليها ارهاب داعش بانها محافظات منتفضة , فيما يعلم القاصي والداني ان اي شيعي لايستطيع مطلقاً ان يعيش ويعمل في المحافظات الغربية , لانه ببساطة يذبح , بينما تملأ بغداد والمحافظات الجنوبية العشائر السنية التي تعيش وتعمل بسلام.

ولعل قمة الكوميديا السوداء كانت حين خرج وزير التعليم العالي السابق العجيلي والنائب الحالي ليطالب بطرد هادي العامري من البرلمان لأنه غائب وكان العامري حينها يقاتل لتحرير منطقة البو عجيل مسقط رأس العجيلي ...ان مثل هذا النداء ماهو الا فحيح افعى الطابور السادس,الطابور الرسمي الذي يخون ويتجسس ويعمل علناً للقوى الخارجية ولاديدن لهم سوى قلب الحقائق,ت بل ويتباكون علنا على صدام الطاغية والارهابي عزت الدوري دون مراعاة لدماء العراقيين , ويتمادون للمطالبة باطلاق سراح قاتل تسبب في استشهاد عشرات الوف العراقيين كسلطان هاشم بحجة انه كان ينفذ الاوامر وحين تطالبهم بلعن من اصدر الاوامر يقولون انه الشهيد صدام !!!!!!. ===========
خلاصة  
========
العراق مرتع للجاسوسية بلا ادنى شك , لكن الغريب ان مالدينا ليسوا عناصر الطابور الخامس من الجواسيس المرعوبين الخائفين على رقابهم , لكنما جواسيسنا من طراز خاص فهم مسؤولون حكوميون يمارسون التجسس علانية ولايكلفون من جندهم مليماً واحداً لانهم ببساطة يقبضون مرتباتهم من جيوب شعب يسعون لذبحه ويخونونه في كل يوم , بل انهم يسافرون للقاء من جندوهم ببدلات سفر ندفعها
من دماء ابناء الحشد الشعبي الذين تسيل دمائهم فيما تتعثر الى الان مرتباتهم وارزاقهم , ان هذا النوع من الجواسيس هم من ابناء الطابور السادس , وهو اختراع عراقي صرف.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهند
2015-05-14
شكرًا جزيلا عله المقال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك