المقالات

داعش صنيعة الإرث الإسلامي المنحرف

1456 04:51:46 2015-07-07

الرجوع إلى الماضي، يساعدنا في فهم الحاضر، فما يحصل اليوم من فتن وتكفير، لبعض المسلمين وقتلهم، بإسم الدين الإسلامي، لم يأت من فراغ؛ بل له جذور تاريخية قديمة. ثمة رأي شائع لدى المهتمين، بالشأن السياسي وحتى من عامة الناس، أن داعش هي صنيعة أمريكا، ولهذا الرأي ما يبرره، ولسنا بصدد نفي أو إثبات هذا الرأي، وأقول أن داعش وأشباهها، ظهرت قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية، أي بعد وفاة الرسول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام).

تشكلت الخلافة الإسلاميه، بعد تنحية وصي الرسول، علي(عليه السلام) حتى وصلت زعامتها، إلى معاوية وإبنه يزيد عليهما اللعنة، فنصب نفسه خليفة للمسلمين، وحكم على كل من لا يبايعه، بالقتل والتنكيل كما فعل بالإمام الحسين(عليهالسلام) وبرروا فعلتهم الشنيعة دينيا، حين قالوا أن الحسين(عليه السلام) كان باغيا، على إمام زمانه يزيد وهكذا إستمرت الخلافة الإسلامية، في عهد الأمويين والعباسيين، بالقتل والتنكيل بآل البيت وذريتهم وأتباعهم.
إن التطرف الديني والتكفير، هو حصيلة إنحراف المسلمون، عن القرآن والسنة الصحيحة، إذ تعرض التاريخ الإسلامي والسنة النبوية، إلى حملة تزوير وتدليس كبرى، ولو كان بمقدورهم، تحريف القرآن الكريم لحرفوه ؛ولكن ذلك الكتاب قد تعهد، الباري عز وجل بحفظه(إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)على خلاف بقية الكتب السماوية، التي حرفت كالتوراة والإنجيل؛ لكن وعاض السلاطين، عمدوا إلى تأويله إبتغاء الفتنة، وقد نجحوا في هذا المسعى، بعد أن أقنعوا فئة كبيرة، من المسلمين بآرائهم المنحرفة.

تزايد الشد الطائفي، بعد سقوط الطاغية صدام، وتغيير المعادلة الظالمة، التي حكمت العراق لمئات من السنين، بعد أن أخذ الأكثرية والأقلية، حقوقهم في الحكم، فلم يرق هذا النظام الجديد، لكثير من الدول العربية المستبدة، التي سهلت وتساهلت مع المتطرفين، في العبث في العراق، وقتل آلآف العراقيين منذ (2003) وإلى يومنا؛ لإفشال تلك التجربة الجديدة، على المنطقة العربية، وإرجاع المعادلة السابقة في الحكم.

لم تنصت تلك الدول لتحذيرات العراقيين، بأن هذا الأمر الخطير، يمثل لعبا بالنار، وأنهم يسحترقوا يوما، بتلك النار التي أوقدوها، فالأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية، في السعودية والكويت وتونس ومصر، أكدت ذلك الرأي، بأن أحد لن يكون بمأمن، من الإرهاب الأعمى، وأن لهيب نيراهم بدأت تصل إليهم، فالخطر ليس في إيران أو في التشيع؛ بل من داخلهم، كما عبر عن هذا المعنى الرئيس أوباما.

بعد أن وقع المحذور وما كنا نتوقعه، فما تلك الأحداث إلا بداية، فإن لم تتعاون تلك الدول، مع العراق وإيرن وسوريا، وتشكل حلفا مشتركا؛ لمحاربة الإرهاب فكريا وعسكريا، ستكون الأوضاع في تلك الدول، أسوأ مما في العراق، الذي يمتلك مقومات النصر على الأعداء، غير متوفرة في غيره من الدول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك