المقالات

حشد الحسين.. من طويريج الى الموصل/ مديحة الربيعي

2407 11:50:10 2015-10-26

مديحة الربيعي 

" أني زاحف بتلك الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر", هكذا وصف سيد الشهداء (عليه السلام) أهل بيته وأصحابه بأنهم أسرة, تلك النخبة التي جمعت صفوة العالم وخلاصة الأتقياء, أختاروا الحسين (عليه السلام), وتركوا الدنيا بما فيها من أجل الألتحاق به, سبعين فردا بمواجهة ثلاثين الفا, فكتبوا بالدم على جلد التاريخ ثورة صارت محفل أهل الملكوت. 
تلك الأسرة جمع فيها سيد الشهداء (عليها السلام) مختلف الأطياف, فقد صنع أمة من تلك النخبة الصغيرة, تماماكما فعل النبي نوح (عليه السلام), عندما أختار في سفينته النخبة.
الا أن هناك فرق واضح في المواقف, فقوم نوح (عليه السلام) متجهون للخلاص من الطوفان, أما سيد الشهداء وأصحابه (عليهم السلام) متجهون للقاء الخالق, لصناعة بداية لأمة تخاذلت, و أختارت الذل على بذل النفس, فنهضت أمة الحسين الجديدة صغيرة بالعدد, كبيرة بالشأن, لتحيي دين محمد (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام).
الوان مختلفة, وأعمار مختلفة , وجنسيات مختلفة, يجمعهم هدف واحد, نصرة دين الخالق وسيد الشهداء, تلك المجموعة تضم بين ثنياها طفل رضيع, بعمر 6 أشهر وشيخ كبير, يرفع حاجبيه بالعصابة, وتضم الأبيض والأسود, العربي والتركي والحبشي.
طبقا لقاعدة ما كان للرب ينمو, فقد أثمرت تلك الدماء الزواكي, لتنتج أنصارا أقل ما في عطائهم الأرواح والأبناء, أناس نذروا كل وجودهم للحسين (عليه السلام), وثورته فتحولت تلك الأسرة الصغيرة, الى أمم تهتف ( لبيك ياحسين), فلا يكون للنصر من موضع الا وكانوا أهله وصناعه, فهم سادة الثورات وقادتها, بعنوان كبير معلن وواضح (هيهات منا الذلة).
تلك الأرواح التي تهفوا نحو ضريح سيد الشهداء, والأجيال التى تربت على"لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل, ولا أقر لكم اقرار العبيد", أكملت مشوار سيد شباب أهل الجنة نحو المجد.
هاهم اليوم يكتبون التاريخ بدماء تحاكي دماء الطف, لتصنع نصرا كسر كل الأنوف التي راهنت على أحتلال العراق, وهدم المشاهد المقدسة, فكان الجواب سريعا فعلا قبل القول, بنفس صوت الذي نفخ أوداج لعين اهل السماء والأرض, الفاسق يزيد. 
نعم هو صوت بطلة كربلاء, وهي تحطم رؤوس الطغاة, وتمرغ أنوفهم بالوحل " وهي تخاطب كبير البغاة, "والله لن تمحو ذكرنا, ولا تميت وحينا".
الحشود الزاحفة لتلبية نداء سيد الشهداء "هل ناصر", في ركضة طويريج المهيبة وهي تهرع الى مصرع أبي الضيم, وتتحسر على يوم الطف, هاهي اليوم تعدل الكفة وتغير المعادلة, فتسحق رؤوس بقايا أراذل أمية, وأتباعهم وأشياعهم الزاحفين نحو العراق, فبدأ حشد الحسين بصنع الأنتصارات واحدة تلو الأخرى, من آمرلي الصمود, مرورا بجرف النصر, وتكريت وبيجي, وسيكملون الطريق الى الموصل فلن يقف الحسين (عليه السلام) وحيدا في الميدان بعد اليوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك