المقالات

الأربعين حيث يجلس التأريخ على أرصفة الزائرين! / امل الياسري

2079 2015-11-28


الكاتبة: أمل الياسري
حوار كربلائي، إستشهادي طاهر، ممتع وعميق، وجائزة عظيمة، منحها أهل بيت النبوة، لأرض نينوى في طفها الملحمي، حيث أن الضياء الثاقب، الذي ينبعث من هذا القربان العطشان، كان وسيظل ساطعاً وخالداً، لدرجة أن الظلام، لم ولا ولن يكون بإستطاعته، أن يتغلب عليه، لأن كل قطرة دم، كتبها سبط المصطفى صلواته تعالى عليهما، كانت معجماً للكرامة، والحرية، والعدالة، دلت على قيمة الإنسان!
أبطال كربلاء صنعوا أمجاداً لا تضاهى، تناغمت مع مبادئ الأرض والسماء، لذلك فإن إختيار الكلام، عن الإمام الحسين أصعب من تأليفه، كما قال إبن عبد ربه، في كتابه العقد الفريد، فالشهيد المبدع إبن العصور كلها، فهو دماء تتجدد يوماً بعد أخر، ولا تنطفئ حرارته أبداًن في مواعيد السبات، ليس لأن مواسمه، تعني البكاء والنحيب فحسب، بل لأن كلماته، تؤمن الكرامة للإنسان! 
روائح الخيول، وصليل السيوف، لم ترهب أسود الغاضرية قط، لأن هناك عبق مقدس، يستحق أن يقدموا أنفسهم قرابين، للحرية الحمراء، من أجل إصلاح الأمة، وتثبيت أحكام الدين، أيام المنابر المنافقة المستبدة، التي أسست بنيانها على السب والشتم، والأفكار المنحرفة، والبدع والضلالة، لحكم بني أمية، لكن هذه اللوحة المشوهة للإسلام، لم تكن ترضي الحسين عليه السلام، فأنبرى من أجل حفظ الدين والإنسان! 
واقعة موقعة، أو حرب مأثرة، أو معركة ملحمة، لا تعني تأريخاً من الدمار، والدخان، والعطش فقط، إنها أسطورة عنقاء، وراية شماء، تحمل كل معاني الإيثار والتحدي، ومنع للماء، وسبي للنساء، وجروح بني هاشم، التي تسعى بين الصفا والمروة، لتروي للعالم قصة الطف، الذي من المستحيل أن ندمل ألمه، الى يوم القيامة، لأن الإمام الحسين جسد نبيل، ذو إيقاع خاص عند الإنسان! 
مسيرة الأربعين الخالدة، التي إنطلقت فيها ملايين، من عشاق الحسين عليه السلام، يبدو فيها القلم متحيراً، في إختيار وصف كافٍ ووافٍ، حول هذه الجموع الزاحفة، صوب كعبة الأحرار، فقد خلقوا لأنفسهم عالماً نقياً، ولوحة لا توصف، فالتأريخ يجلس على أرصفة الزائرين، عاجزاً بعناوينه الخجولة، لكي يتخلص من الألم والعشق، الذي لا يفهمه عندهم، ولا يوجد عند الاخرين، فبماذا يختلف هذا الإنسان؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك