قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
قبل عام 1979، أي عام الثورة الإسلامية في إيران، كانت السفن الإيرانية الحربية، تجوب بحر العرب ومياه خليج عمان، ما كانت تهيمن هيمنة مطلقة على"الخليج العربي" أو "الفارسي"، سمه ما شئت؛ وكانت مهمة إيران وأسمها في الأوساط الدولية هو"شرطي الخليج".
كان عرب الجزيرة والخليج، بضمنهم العراق آنذاك، "فرحين مستبشرين بما آتاهم الشرطي"؛ كيف لا وهو الحليف القرب لسيدهم الأمريكي، الذي أوكل لإيران مهمة أمن الخليج؛ وكانوا يحضرون الولائم، وينحرون الذبائح، لمقدم أية سفينة حربية إيرانية لأحد موانئهم، التي كانت تجوب مياه الخليج طولا وعرضا، وتدخل أي ميناء بلا إستئذان.
نتذكر كيف كان محمد رضا بهلوي؛ "شاهنشاه أريا مهر"، يتعامل بنرجسية عالية، وإستعلاء فج مع العربان، وكان هؤلاء مستسلمين تماما لغطرسته وعنجهيته، ونتذكر ايضا أنهم ذهبوا جميعا مهرولين، محملين بالهدايا والنذور الى خيمة برسيبيليوس، حينما أحتفل الشاه بمرور 2500 عام (جشنهای ۲۵۰۰ سالهٔ شاهنشاهی ایران)، على تأسيس الأمبراطورية الشاهنشاهية الإيرانية، على يد سايروس ( كورش ) ..جرى ذلك الإحتفال الأسطوري، إبتداءا من 12 أكتوبر إلى 16 أكتوبر عام 1971م.
عندما تزوج الشاه من فرح ديبا، في 21 ديسمبر 1959، تسابق ملوك وسلاطين وأمراء ومشايخ الجزيرة العربية والخليج، الى تقديم الهدايا، كيف لا و"ديبا" جميلة الجميلات، وكان جل ما يتمنون، هو رؤية وجهها الجميل وقامتها الفارعة، وعندما توجها الشاه كـ"شاهبانو" عام 1967، كان ذلك يوم سعدهم !
أيامذاك؛ كانت مستويات التبادل التجاري مع أيران على أعلى مستوياتها، والى جانب ذلك كان التبادل الثقافي متقدم جدا؛ وكانت مدن الخليج ترطن جميعا باللغة الفارسية، وتنام وتصحوعلى صوت "كوكوش، نشير هنا الى أن التبادل الثقافي في التفكير العربي، يُعنى بشكل أساس بالغناء والرقص؛ أكثر من ما يُعنى بالشعر والأدب والمسرح، وغيرها من المعارف الراقية، وذلك لأن تبادل المعارف الراقية خطر عليهم، فضلا عن كونه لا يرضي غرائزهم !
هذا الحال الرغيد؛ تغير بسرعة وبـ 180 درجة، عام 1979، حينما أزيح الشاه عن عرش كورش، فقد أعلن العربان العداء الصريح، لجمهورية إيران الإسلامية، التي جاءت بثقافة جديدة، وبنوع جديد من العلاقات بين الشعوب، علاقات أساسها الإسلام، وتقوم على تبادل ثقافي راق، طبعا ليس بينه الغناء وهز البطون، وايضا على أساس التصدي الحازم، للصهيونية العالمية وإسرائيل ومن يقف ورائها، وطبعا هذا كله ليس من متبنيات العربان، ولا يقع ضمن إهتماماتهم، ولذلك هم يعادون إيران منذ 1979.
كلام قبل السلام: البشر ـ ولخيبتهم ـ يتعاملون مع التاريخ، كقصة ورواية للتسلية..!
سلام..
https://telegram.me/buratha
