المقالات

التسوية التأريخية : لا تقل «آه» ..!

2488 2016-11-09

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com       منذ أن تحول البعث الى حطام في 2003؛ لم يتوقف البعث عن دأبه للقيام، وهو قيام يعني إعادة المعادلة القديمة؛ في هيمنة فئة محددة على مقدّرات العراق وطنا وشعبا، والتحكم بمصيره السياسي والاجتماعي.       هذا الدأب المحموم؛ يواجه ومنذ أربعة عشر عاما، بمقاومة باسلة من الشعب العراقي، بيد أن ساسة العراق، وبالأخص أصحاب النوايا الطيبة منهم، يرون أن واقعنا العبثي لا يمكن الخروج منه، إلا بتسوية تأريخية، سيكون البعثيون جزءا منها، وإن لم يسموا صراحة بأسمهم الكريه المعروف.       الحقيقة المرة التي لا يمكن القفز على صحتها وواقعيتها، هي أن طيفا واسعا من “الآخر”، الذي يهتم الذين يتبنون قصة “التسوية التأريخية”، بقضية التفاهم معه، لا يتبنى أو يهتم بهذه التسوية، ويعود ذلك لأسباب تاريخية وقيمية في آن واحد، فهو قد تربى على أن يكون “سيدا” على بقية العراقيين، وهو لا يستطيع مغادرة هذا التفكير قط، لأنه تفكير راسخ في وجدانه، وتبدو محاولة تغيير هذا التفكير ضرب من العبث، ونفخ في قربة مثقوبة.       في ستينيات القرن الفائت؛ وصل البعث الدموي إلى السلطة، مستغلا حالة الفوضى وغياب القانون، التي سادت العراق في أيام تكوّن الجمهورية الفتية، وإستغل في تحقيق ذلك ضغط المحيط العروبي؛ الذي أدى بالعراق إلى انقسام طائفي وقومي، والآن يحاول البعث دفع جهات داخل العملية السياسية، تربطه بها علاقات تواشج، لا يمكن أنكارها أو التغافل عنها، لخلق موجة جديدة من الصراعات الطائفية والعرقية والقومية التفتيتية.       البعث لا يؤمن بمبدأ المشاركة أساسا، لذلك فأن رفض الشّعب، حتى لفكرة فسح المجال لهذا الحزب الإرهابي الإجرامي، بالعودة إلى الحياة السياسية كحزب قانوني معترف به، تحت أي عنوان أو وسيلة، يعد أمرا لا يمكن القفز عليه بأي طريق..      يزداد أمل البعث في الوصول مرة أخرى للحكم، كلما ضعف الحس الوطني العراقي، و أذا كنا قد شخصنا أسلوب البعث لتداول السلطة عبر الآليات التي أشرنا لها، فالرأي العام العراقي يريد لذلك العهد البائس المظلم أن لا يعود، وإذا لم يكن البعث قادرا على الاستيلاء على الحكم، عبر علنية المشاركة في العملية السياسية، فقد ركبها من خلال الجهات المشاركة في العملية السياسية، التي لا حاجة لتسميتها لأنها معروفة ومشخصة تماما.       برغم مضي أربعة عشر عاما على غيابه من واجهة المشهد العراقي، إلا أن البعث ما يزال يشكل الخطر الأساس في هذه المرحلة؛ لأن البعث الدموي يمكن له على الأقل، أن يضع العصي لإرباك الوضع السياسي، وأن يحطم الاقتصاد، ويوقف عجلة التطور، وقد أكدت وقائع الأيام، أن القاعدة وداعش وباقي التشكيلات الأرهابية، كلها صناعته التي أحترفها بأمتياز والتي أعد لها منذ أمد طويل..       كلام قبل السلام: في هذه المرحلة على الأقل، حيث نخوض معارك تحرير الوطن، من البعث وما صنع، فإن التسوية التأريخية التي يجري الترويج لها هذه الأيام، تعني فيما تعني؛ أن يتخلى الضحايا او ممثلوهم؛ عن أن يصيحوا “آه”، لأن هذه “الآه”؛ ستكون حجر عثرة، في طريق تحقيق المصالحة الوطنية، هذا المسمى الهلامي، الذي يفتقد لتوصيف ذي معنى مفهوم.     سلام..  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك