المقالات

ما بعد تحرير الموصل..مراجعة للذاكرة..!

1636 2016-11-11

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

    إنتظرنا سنتين وأربعة أشهر وخمسة أيام، حتى نشرع بعملية تحرير الموصل، التي أحتلها "تنظيم" داعش الإرهابي بسويعات قليلة، بعد ان تخلى عنها "جيش" من عدة فرق عسكرية، مسلحة بأرقى أنواع الأسلحة، وكان بالموازاة مع هذا "الجيش" الذي هزمه "تنظيم"، عدة أجهزة أمنية، شرطة محلية وشرطة أتحادية وأمن وطني وجهاز مخابرات..وحكومة محلية.

    من المؤكد أننا سننتصر على هذا "التنظيم"، وسنهزمه لامحالة، فقد ولد لدينا "جيش" حقيقي، غير ذلك "الجيش" المهزوم، ومعه تناخى كل العراقيين تحت عنوان الحشد الشعبي، المتسلح بشرعية فتوى الجهاد التي أصدرتها المرجعية الدينية العليا.

    بين إحتلال الموصل وبين لحظة الشروع بتحريرها، مسافة كبيرة من الشعور الألم، وبمرارة الخسارة الفادحة التي سببها خروج الموصل، ومحافظات عدة عن حضن الوطن، لكن الأقسى وطأة على النفوس، هو بقاء متسببي هذه الخسارة المهينة، حاضرين وبقوة في المشهد السياسي وفي الدولة أيضا، بل وبمهارة فائقة تنصلوا عن عارهم وألصقوه بغيرهم، وها هم يتلمضون كالبغايا، بعد كل ليلة حمراء يقضينها مع زبائنهن الفجرة، إذ حينما يحل الصباح، يحلو لهن الحديث عن العفة.

     مراجعة الذاكرة شيء مهم، ونحن نتوجه لإنهاد وجود داعش أولا، ونحو بناء منظومة حكم وعلاقات مجتمعية جديدة، باتت تعرف في المصطلح السياسي العراقي المنحوت، بالتسوية التأريخية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

    دعونا نتذكر ما كان يجري في الموصل وبعض المحافظات، قبل إحتلالها من قبل التحالف البعثوداعشي؛ إذاك حصلت أحتجاجات وتظاهرات وأعتصامات، في مناطق معينة من العراق، وقرأنا ها في البداية من وجهها الديمقراطي، مع أنها لم تكن تحمل هذا الوجه، ونتذكر أن الديمقراطية التي وفرها النظام القائم وليس غيره،هي التي أتاحت للمحتجين والمتظاهرين والمعتصمين، فرصة أن يقوموا بما يقومون به.

     خمسة وثلاثون عاما من حكم البعث، كان شعبنا العراقي يتعرض خلالها لأعسف أنواع الظلم، ودعونا نسلم أن هذا الظلم، كان عاما على كل العراقيين، لكن الشيء الثابت؛ أن وطأته كانت أشد في الجنوب والوسط وفي كردستان، لكنه في المحافظات التي شهدت إحتجاجات وإعتصامات، لم يكن يكاد يذكر.

     نتذكر أن ردود أفعال شعبنا، كانت تتناسب طرديا مع حجم الظلم وقسوته، وكان رد فعل الشعب الأقوى، قد حصل إبان الأنتفاضة الشعبانية المباركة، التي كانت الغرسة الأهم في الربيع العراقي.

في ذلك الوقت؛ سجل التاريخ أن كل العراقيين قد إنتفضوا، ما عدا المحافظات التي نعنيها! وهذا مؤشر يوفر كثير من المعطيات، لعل من بينها وربما هو أهمها، أن الذين كانوا يحركون الإحداث سلبا في عهدنا الجديد، كانوا ضمن آلة النظام السابق في تلك الأيام، بل أن من بين من قادوا الأعتصامات، من قمعوا إنتفاضة شعبان عام 1991..!

      نتذكر أيضا؛ الشعارات التي رفعت في الإحتجاجات والإعتصامات، التي مهدت لسقوط الموصل والمحافظات "إياها"، أنها كانت  تتحدث عن "حقوق" البعثيين، بل ورفعت أعلام البعث.

      كلام قبل السلام: إنها الديمقراطية المنفلتة، وليس غيرها هي التي أتاحت لهم، أن يذهبوا الى آخر مدى في مطالبهم، دون أن يأخذوا في حساباتهم، أن مطالبهم تؤذي جمهرة واسعة من أبناء شعبنا، وآخرها إعتراضهم على عد عيد الغدير من ضمن العطل الرسمية، وهو موقف يتعين أن لا ننساه لهم، ونحن ذاهبون نحو تسوية لتأريخية معهم، مثلما لا يمكننا نسيان موقفهم في الأنتفاضة الشعبانية، حينما أسموا محافظاتهم بالمحافظات البيضاء، فيما اسمونا غوغاء..!  

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك