المقالات

بين ترامب والثقة بالنفس

1798 2016-11-12

عباس الكتبي

لم يشهد في دول العالم،متابعة وترّقب للانتخابات،مثل الانتخابات الأمريكية.

العالم وبالذات الشرق الأوسط، وبالأخص الدول العربية منه،في حالة غليان وانتظار لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية،من يفوز بها،هل ترامب الجمهوري أم هيلاري كلنتن الديمقراطي؟

حتى إنني سمعت من بعض المحللين السياسيين السعوديين، يفتخر ويقول:نحن السعوديون، ودول الخليج، وبعض العرب،نقيم احتفالات وتغطية اعلامية،كل ما تأتي الانتخابات الامريكية، وتمنى وطالب من أمريكا ان تغطي على هذه الاحتفالات أعلامياً!

شاهدت من خلال متابعتي لبعض التغطيات الاعلامية،وبعد فوز دونالد ترامب،واصبح الرئيس الأمريكي الرسمي،بعض اللقاءات التلفزيونية، مع جمهور من العرب،واسرائيل،وأوربا، وسمعت كذلك بعض التصريحات للحكومات من مختلف دول العالم.

جزء منهم يشعر بالقلق والخوف من القادم من سياسة ترمب،وجزء آخر أكثر تفاءل،فالفلسطنين يريدون من ترامب ان يضع حداً لأسرائيل،ويحل المشاكل العالقة بينهم،لكي يستقر البلد سياسياً وأقتصادياً،واسرائيل ترى العكس،وترى ان ترامب حليف مقرب لهم أكثر من أوباما، وسيساعدهم كثيراً،العراق وسوريا تأمل منه المساعدة في القضاء على الارهاب، وخاصة ترامب وعد بالقضاء عليه.

روسيا متفائلة جداً بفوز ترامب، وترى فوزه انفراج للأزمة،وان سياسة ترامب ستجنبهم العقوبات الدولية التي فرضت أو التي ستفرض عليهم، بعد لقاء الروس بترامب، وعلى عكسهم حلف الناتو يريد دعم أكبر من امريكا برئاسة ترامب. 

ايران قلقة،خاصة بعد تصريح ترامب بأنه سيمزق الملف النووي المتفق عليه سابقاً، الحكومة المصرية بقيادة السيسي،أكثر العرب سعادة بفوز ترامب،ويرون انه سيكون حليف قوي لهم بخلاف أوباما، السعودية تتمنى ان تتحسن علاقتها مع أمريكا من جديد برئاسة ترامب.

المكسيك عندها خلاف مع امريكا حول اقامة جدار، وتريد ان ينتهي هذا الخلاف، بقية دول العالم عندها مشاكل كثيرة وتأمل من ترامب حلها، كالدول الأفريقية والآسيوية وووو القائمة تطول،والمطالب تطول معها.

ولست أدري هل هذه الدول وشعوبها تعتقد بترامب الرب الأعلى؟!

مراقبة الأنتخابات الأمريكية وإنتظار من يفوز بها بشغف، من الحكومات في العالم مع شعوبها، أكبر دليل، وإقرار،واعتراف بأن أمريكا هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وهي التي تتحكم بمصير الدول والشعوب، حتى قيل:إذا عطست أمريكا أصاب العالم زكام.

أكثر الحكومات في العالم،وبالذات العرب منهم، ربطوا مصيرهم بمصير أمريكا،وجعلوا من أنفسهم وشعوبهم، يعيشون التبعية السياسية والاقتصادية لامريكا،لذا هم يتأثرون جداً،وتتغير أوضاعهم بتغير السياسة الأمريكية ورؤسائها،لذلك تشاهدهم يتابعون الأنتخابات بشوق ولهفة، وخوف وقلق،وأيضاً يقيمون الاحتفالات لها كما يقول المحلل السعودي!

هذه الحكومات البائسة والفاشلة، دمرت نفسها،ودمرت شعوبها المسكينة، بدل ان يعتمدوا على أنفسهم في بناء كيانهم وذاتهم، ويستثمروا خيرات البلاد، وطاقات الشباب ليكتفوا ذاتياً في كل مجالات الحياة، ويتوكلوا على الله ويثقوا به في جميع أمورهم، ذهبوا وأعتمدوا على أمريكا يستجدون منها،ويطلبون يد العون، حتى صارت عندهم أمريكا بدل الله مقسمة الأرزاق، ومقدرة الأمور!!!

قال الامام علي عليه السلام:(استغنِ عمن شئت تكن نظيره,و أحتج إلى من شئت تكن أسيره,وأحسن إلى من شئت تكن أميره).

أقول: إذا كانت كلها تريد حل مشاكلها من امريكا، وتطالب ترامب بذلك،فأنا عندي طلب صغير جداً،أريد من ترامب ان يجد لي وظيفة صغيرة في الحكومة العراقية،وإذا وظفني سأراقب الأنتخابات الأمريكية شأني شأن الباقين، خشية أن يأتي رئيس جديد ويطردني من وظيفتي!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك