المقالات

من يحمل إرث السابقين "رضي الله عنهم" ؟!

1681 2016-11-15

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

     في عام 61 للهجرة؛  بدأت معركة صراع قيض له أن يستمر الى يومنا هذا، وسيستمر الى ما يشاء الخالق من قادم الزمان والى قيام الساعة، صراع تاريخي بين منهجين متناقضين كليا في الأصول والفروع، وفي المقدمات والنتائج أيضا.

     المنهج الأول هو منهج الحق؛ الذي يمثله من كان الحق يدور، مع أبيه أينما كان يدور يدور، ابو عبد الله (ع) ذلك الإمتداد الطبيعي، لمشروع بناء "الأمة" الأسلامية، بكل تفاصيل معماره البنائي الفخمة، والذي رسمه جده رسول الله صلواته تعالى وسلامه عليه وعلى آله.

المنهج الثاني؛ هو منهجٌ قائم على  بناء "رعية" لحكام طغاة، وعلى أن يكون الرعايا عبيدا وخولا للحكام، وأن "يؤمن" هؤلاء "الرعايا"، بأن حكامهم نعمة أسبغت عليهم، وأن طاعتهم واجبة وحق ألهي مفروض.

     المحصلة التأريخية تتمثل بأن 1377 عاما مضت، والصراع بين المنهجين لم يتوقف لحظة قط، وكلما يمر الزمان؛ تضاف الى الصراع عناصر وأسباب إضافية، تُسَعِرَهُ من جهة، وتمنحه وسائل جديدة من جهة أخرى.

      كل هذا الزمن الطويل؛ قد مر على ملحمة الطف، ذلك الحدث المفصلي الهام في حياة الأمة الأسلامية، وبكل أبعاد الصراع التي تكتنزها، إلا أن عناصر هذا الصراع بين المنهجين المتضادين المتناقضين، هي هي لم تتغير،  فالصراع مايزال دائرا، وليس من المأمول أن ينتهي قريبا، لكننا قد تسلمنا وعدا مؤكدا بأن الزمان لن ينتهي، إلا وتقوم دولة العدل الألهي، التي تملأ الأرض بها قسطا وعدلا، بعد أن ملئت ظلما وجورا.

     في عصرنا الراهن، وبرغم غزارة المعطيات المعرفية، الداعمة لمنطق الحق والفضيلة، إلا أن بيننا من يعلنون وبلا مواربة، أنهم الورثة الطبيعيين لراية يزيد بن معاوية ومنهجه، وأن هذا الأنتماء شرف لهم، ويمثل الوهابيون والدواعش اوضح مصداق، على هذه الوراثة التي لا تعني إلا العار والشنار.

    لقد أسدى هؤلاء خدمة كبيرة لمنهج الحق، بتبنيهم وراثة يزيد وابيه، وهم بذلك  إنما يعطون للصراع بعده الحقيقي، ومصداقيته الواقعية، وأنهم أزاحوا هما عن  قادة فكرهم، الذين طالما كرروا: تلك أمة قد خلت، وأننا غير مسؤولين عما فعل السابقون "رضي الله عنهم..!" .

      إن طغاة آل سعود وبلا مواربة، يقفون وراء كم الآلام الهائل الذي تحمله العراقيين، لأنهم معتنقي الفكر الوهابي وحاضنته الرسمية، وهم وراء التنظيم الداعشي الإرهابي، الذي أعلن الحرب بلا أقنعة، على مذهب أهل البيت عليهم السلام.

 

    كلام قبل السلام: الحقيقة أن الإقرار العلني، بأنتماء تلك الفئة الى يزيد ومنهجه ليس جديدا، إذ أنه تكرر كثيرا على مر التاريخ، فقط هذه المرة كان الأنترنيت حاضرا، ولو كان الأنترنيت موجودا قبل ألف عام مثلا، لما عجب أحد!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك