المقالات

أكثر الشعوب كرماَ

1742 2016-11-21

  واثق الجابري رغم العنف الذي يعصف بالعراق؛ إلاّ أنه للمرة الثانية يتصدر دول العالم من حيث مساعدة الغرباء، وحلت ليبيا ثانياً،  وبينت ذلك دراسة عالمية، وظهر فيها الشعوب التي تعاني من كوارث وحروب هي الأكثر مساعدة للغرباء؛ إلاّ أن هذه الدراسة قد تكون لبحث هامشي عن واقع المساعدة التي يقدمها العراقيون، وطبيعة العمل الخدمي والتطوعي الذي لا مثيل له، وعند العراقيين مواسم ينفقون بها على ما يزيد عن إنفاق مئات الدول؛ بكرم لا مثيل له ومن الصعب تقدير وإحصاء من يعملون سراً لا يبتغون من عملهم سوى إدامة منهمج إنساني أخلاقي.
يتمع العراق بالمرونة والطبيعة الإجتماعية التي لا يشابهها شعب، وكأن الكرم موروث وحالة سباق، وكلما زادت محنهم ستجدهم أكثر إستجابة إجتماعية إنسانية.
عُدت ملحمة عاشوراء واقعة مفصلية في التاريخ الإنساني، وتجلت عن صراع أزلي بين الحق والباطل؛ من بداية الخليقة الى تاريخها الممتد الجذور أقصى اليمن والشمال، ومن تلك اللحظة هرول فريق  لنصرة الحق وآخر لممارسة الظلم بالإمكانيات المتاحة، ومن الطرفين مآثر وإثارات وتأثير وآثار، والكرم واحد من أهم مظاهر الشجاعة والإيثار؛ من تقديم الماء للعدو، والجود بالنفس لإصلاح المجتمع والدفاع عن الإنسانية؛ مقابل عدو قطع الماء عن النساء والأطفال، والقتال  بالمال لحب الذات والجاه والملذات.
الأربعينية واحدة من أهم الشعائر التي يقصدها الملايين من مختلف سكان المعمورة، ومن تاريخ ذكراها الى اليوم، فقد قدمت أمثلة حية لا شبيه لها في تاريخ الإنسانية، وبالحديث عن الحاضر ستجد سنويا يشارك فيها ما يُقارب 20 مليون زائر؛ تستغرق مسيرة بعضهم أسابيع؛ يجدون فيها من يقدم الطعام والمنام والخدمة بأفضلها، وفي كل أقل التقديرات أن كانت يوم واحد؛ فأنها تحتاج الى 60 مليون وجبة طعام، وأرقام كبيرة من وسائل الإستراحة والنقل والخدمة والعلاج وحمايات.
إن الرقم لا يتوقف بالرقم 20 مليون زائر وطرق خدمتهم وإكرامه؛ بل أن كل هؤولاء مستعدون للخدمة، والمؤكد أن بعضهم يخدم ثم يُخدم، ولا كبير بين القوم بالتسابق لهذه الخدمة، وإذا قلنا أن من شارك بالخدمة بهذا الرقم من شعب تعداده لا يتجاوز 35 مليون؛ رغم أن بعض المحافظات التي لا تستطيع الوصول؛ يقدر سكانها من 8-10 ملايين، وشيوخ وأطفال ومرضى لا يسعهم السير، والنتيجة نجد الغالبية الساحقة من الشعب العراقي شارك بطريقة وآخرى بالكرم والخدمة.
الأربعينية عمل طوعي وكرم لا شبيه له بالكون؛ مقابل تجذر تاريخي  تأصل القيم والعزيمة والشجاعة، وإستنهض همم لولاها لكان الإرهاب هو الحكام في العالم.
  الأربعينة درس وملحمة وطنية؛ يُشارك فيها معظم الشعب العراقي، ومن شجاعة الكرم وعظيم التجربة والإمتداد لمدرسة العطاء، فقد خرجت هذه المدرسة ملايين من المتطوعين اللذين يحملون أسمى قيم الإنسانية والمرونة ولطف التعامل، وبالتالي  سترى عند حدوث كارثة إنسانية؛ إستجابة جماعية وتعاون لا محدود، ومن تحمل هذه المسؤولية التاريخية والتأسي بالثورة الحسينية؛ نجد اليوم أن الكرم العراقي بهذا الشكل لخدمة مليون زائر من دول مختلفة، والكرم الآخر؛هي تلك التضحية  والجود بالنفس لدفع الإرهاب عن الشعوب والإنسانية.
 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك