المقالات

مصالحة أم تسوية؟!

1831 2016-12-06

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

     لاريب ان التخبط والعشواء، كانا العناوين الأبرز، لمسيرة مقاربة بناء تصورات مشتركة تجمع العراقيين، ومن حق العراقيين اليوم؛ أن يطرحون أسئلة كثيرة بعضها مثير، وهم يجدون أنفسهم إزاء مشروع بعنوان كبير، دخلت الأمم المتحدة على خطه، وتبناه التحالف الوطني العراقي، كاكبر قوة مكوناتية، مؤمنة بالعملية السياسية بل وقائدة لها.

مع إقترابنا من النضج السياسي، نظرا لمرور زمن ليس قليل، على شروعنا بالعملية السياسية الديمقراطية، وما نتج عنها من مخرجات، إلا أن الذين لا يزالون مصرين على قيادة الدولة بلا مشروع، أو بمشاريع عمياء، جعلوا هوية الدولة موضع تساؤل، مع أنها  واضحة وثابتة ومثبة بالدستور منذ 13 عاما.

     نعيد هنا الى الأذهان؛ أن الوقت والأموال والدماء التي أنفقت على مشاريع باهتة، لم تثمر شيئا على مدى ثماني سنوات، هي عمر تجربة السيد المالكي، مع مشاريع المصالحة والصحوات ولجان الإسناد، وما تفرع عنها من مؤسسات ومناصب، بل ولقد تشكلت في حينها وزارة للمصالحة، كانت بالحقيقة وزارة لرعاية المصالح وتوزيع المنافع، وحولوا هذا الهدف النبيل، الى مجرد هوسات ومؤتمرات الخ، الأمر الذي أساء الى هذا المبدأ والمفهوم الكبير والمهم .

     في مسار التوافق السياسي وورقته التي أقرت منذ عامين تقريبا، فإن قانون العفو العام الذي تم تشريعه قبل عدة أشهر، واصبح باتا ونافذا، وأطلق بموجبه سراح آلاف من المشمولين بفقراته، لا بد أن توظف القوى السياسية معطياته لصالح بناء السلم المجتمعي

     في قضية التسوية الوطنية، يتعين أن تفهم الأطراف المستهدفة بها، أنها تسوية وليست مصالحة، وهي من شقين: إصلاح للنظام ، ومصالحة للشرائح والمكونات، على قاعدة المشتركات الوطنية الجامعة، وقاعدة الإيمان الراسخ بالعملية السياسية السلمية البناءة، سبيلا أوحدا لحل المشكلات والخلافات.

في الإطار العام والتفصيلي، فإنه من المفهوم أن "التسوية" لا تستهدف اي ارهابي، او بعثي، او تكفيري، او عنصري، او اي عنصر لم يحسم أمره قضائيا، وما سوى ذلك هو من تهريج المغرضين..

     لا يتحقق بناء جسور الثقة وفقا للتسوية المطروحة، إلا بإعلان من يريد الانخراط بها، بشكل واضح وصريح، عن إعترافه بالنظام والدستور الجديدين، وان يلتزم بكل مخرجاتهما السياسية والقانونية والإدارية.

    التحالف الوطني، وهو يمسك برمانة الإنتصار الكبير، الذي سيتحقق لا محالة قيربا بأذنه تعالى، وبهمة ودماء الأشاوس من قواتنا الأمنية، جيش وشرطة وحشود شعبية وعشائرية، وبمختلف مسميات الفصائل التي تعفر دمائها ارض الطهر والنقاء في بلاد الرافدين، وأنه أجمع على إنفاذها ، وان لا حل للعراق الآمن المستقر المتقدم، الا بها، ليس إبراءا للذمة من موضع القوة فحسب، بل لأنه يريد بناء وطن يسعنا جميعأ.

    كلام قبل السلام الذي يريد ان ينحر الأهداف النبيلة في مهدها، ودون أن يناقشها؛  فلا بد ان يحضر جوابه للخالق عز وجل، وللتاريخ والنَّاس ولنفسه الأمارة بالسوء..!

    سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك