واثق الجابري
ترجمة المصطلحات العلمية الى لغة آخرى، لا يُعطي نفس مدلولاتها؛ ما يضطرنا الى أستخدام اللغة الأم، وبعد توقف العراق عن الأختراع والأبتكار والصناعة والتطور، صار كل ما يحيطنا لغات متعددة الجنسيات، لا نعرف أصولها أحياناً.
المصطلحات السياسية دخلت دون أستئذان المواطن، من أبواب الديموقراطية وساسة مزورين، فشلوا في لغتهم وأستخدموها ولا يفسرون تطبيقاتها.
نجح العراق في إختراع تعابير جديدة مع طبيعة الممارسات الواقعية، وصرنا لا نعرف السيارات إلاّ بما يطلقه تجارها، كالبطة والشبح والدولفين وأوباما وراس الثور، وأفعال سميت بالحواسم والقفاصة والصكاكة والخوشية والعلاسة وآخرها الفضائيون.
يتبادر في ذهنية أي سامع بالفضائيين، ونحن نشاهد الأقمار الصناعية تسبح في أجواءنا، وتلتقط صور لنا ونحن في البيوت المتهالكة؛ أن قادة العراق واصلوا المسير من حيث إنتهى العالم، ومن تسعينيات القرن الماضي، أصبح سعر تذكرة الرحلة الفضائية 10 آلاف دولار، إذْ ليس غريب بموازناتنا الإنفجارية، أن يرسل 50 ألف فضائي خلال 11 عام؟!
كنا نعرف ونقول ولا أحد يسمع صوتنا، ومن ينتقد ظاهرة سلبية يسميه فريق المالكي بالمتآمر؟! ولم نتحدث في الشهور السابقة عن هذه الظاهرة المخزية؛ لأن في قواتنا المسلحة والحشد الشعبي والعشائر، رجال لا يزايدهم أحد على البطولة والتضحية للوطن، حتى جاءت صرخة العبادي في البرلمان، وكشف الغطاء عن تلك الحيتان، التي سببت بإستشهاد آلاف الضحايا، وهدر ميارات الدولارات؟!
رغم معرفتنا بكم الفضائيين الهائل ؛ كنا نسأل، إذا كنت أنت تعلم وأنا أعلم وسائق التكسي والعامل والطالب والمسؤول يعلمون؟! فهل من المعقول أن يكون القائد العام للقوات المسلحة لا يعلم؟! وهنا يأتي الجواب: أما لا يعلم بما يدور بمؤسسة هو مسؤول عنها أمام الشعب والتاريخ؟! وهذه كارثة أن ترهن سيادة البلاد ودماء شعبه بقوة لا يعرف رأسها من رجليها؟! أو يكون على علم، فلماذا السكوت طيلة هذه الفترة؟!
العبادي تصرف بهدوء وشجاعة، فقدها سابقه بعصبيته، وأسقط ذريعة المالكي بالمحاصصة والأحزاب، ولم يعترض أحد على إجراءات العبادي؛ إلاّ المالكي؟!
رواتب الفضائيون ما كانت تذهب الى ضباطهم المباشرين؛ وإنما يتقاسمها هؤولاء وصولاً الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وتمول بها الحملات الإنتخابية والمكاتب العائلية، وبذلك لا نعجب من وجود الإرهابين طلقاء؛ بعد يوم من إلقاء القبض عليهم، وبعض الفضائيين، يتسلم نصف راتبه من هنا، ويقاتلنا مع داعش، وسواء عمل معها أو لا، فهو بالنتيجة من الدواعش.
https://telegram.me/buratha