المقالات

مارغريت ثورن قتلتها الفئة الباغية


مرتضى ال مكي

مارغريت ثورن بريطانيا، مارغريت حسن عراقياً، امرأة من أصول بريطانية، متزوجة من الطبيب العراقي تحسين علي، من مواليد (1945)، كرست حياتها وشهادتها وثروتها للعمل الإنساني، خدمة العراق منذ أكثر من ثلاثين عاماً، آبان الحرب والحصار الذين مرا على العراق وقت الحقبة الغابرة.

استطاعت ثورن من بناء منشأة واعمال خيرية، عجزت عنها حكومات العراق الفاسدة، وتمكنت من كسب ود الفقراء الذين عزلهم تجبر السلاطين، وزعت أموالها خدمة للإنسانية التي ازاحها مدعيها عن طريقهم واتجهوا نحو تمكين أنفسهم، فيما خيم العوز والفقر على كثير من أبناء الوطن، لم ترتدي عمامة ولا حجاب بل ارتدت الإنسانية وقاراً وتاريخ.

زارت مارغريت الشطرة يوماً، وذرفت دموعها حناناً ورأفة على أطفال، غدوا كل خمسة منهم على سرير مرض واحد بلا علاج، ولا اهتمام، في مستشفى متهيكل فيما كانت الفرقة الحزبية آنذاك تتمتع ببناء عمراني كبير.

عملت بصمت بين الأطفال واسرة المرضى وتخفت عن زحمة الكاميرات. من اهم ما قامت به في الشطرة من اعمال وعلى نفقتها الخاصة، بناء مستشفى وبدعم من منظمة (كير) الإنسانية التي كانت تديرها، بنت مدارس ومراكز صحية منها مركزي القدس والخالصة الصحيين، في الشطرة مدخل عام (2004).

زارت العراق أيام الحصار المقيت، وقٌدم لها وجبة من اسماك البدعة، رفضتها قائلة بالحرف الواحد: "كيف أشبع وأنتم جياع والناس هنا في فترة حصار ظالمة". ولأنها لم ترق للسفاكين وشاربي دماء الأبرياء، خٌطفت في العراق وظهرت في (19/10/2004) من شاشات التلفزة مستنجدة "ارجوكم ساعدوني فقد كرست حياتي من اجلكم".

ولان جزاء الاحسان لم يكن احساناً، في عام (2009) تم تهريب من اعترف بعملية قتلها وقطع رأسها ويديها وأرجلها! وراحوا يستنشقون عبير الحياة فيما غيبت شهيدة العمل الإنساني على ذمة عقول خرفة تافهة، رحلت مارغريت وبقي الاف من المعاقين يستعملون الكراسي التي جلبتها من استراليا، ورحلت وما زلنا نراجع في مستشفى شيدته تلك الامرأة التي طبقت معنى الإنسانية على أحسن وجه، والذي عجزت دولتنا من بناء اخ له.

خلاصة القول: قال تعالى " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أم فاطمة
2017-01-07
من هو المجرم ؟؟؟وضحوا أکثر وبالتفصيل..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك