المقالات

هل سمعتم بقصة الحشد؟


مرتضى ال مكي

دعونا اليوم نترك زوايا السياسة، ونعرج بعيداً عن دهاءها، ونصفح بطولات من حفظوا الأرض والعرض، حيث ابطالاً تركوا الغالي والنفيس وباعوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله والوطن، هم رجال الله في الميدان.

بينما يتحرك ببطيء شديد، وهو يقترب من مفخخة زرعت على طريق صناعة الحياة، وكأنه يعزف على أوتار من ريح، وبدقة ومهارة عاليتين، عيناه عينا صقر تتلفت يمينا ويسارا، يغرس فأسه في الارض، ويتنقل بين الادغال باحثاً عن فريسة أخرى، وبعد لحظات تأمل وترقب يعطي ايعازه، "ماكو شي امشوا".

هكذا هي الاعمال اليومية للمجاهد "أبو زينب"، الذي يعمل منتسب في فصيل معالجة المتفجرات في قوات الحشد الشعبي، الذين يشاركون في وحدة المصير، فأما العيش بكرامة او الموت بشهادة، أبو زينب الذي يعمل برفقة سبعة من الابطال، يقول: وهل يتردد المرء في الذود عن الإسلام والوطن؟

أمسي يعرف زوايا مناطق الوغى كراحة يده، ذات يوم يسير ويده موسومة بحقنة "كانولة"، وبات على وجهه صفرة، تدلل على انه خرج للتو من المستشفى، ومازال ظهرة مدججاً بالشظايا.

يروي من كان معه: ذات مرة كنا نتقدم، طلب الابتعاد قليلاً، بعد ان وصلنا لمنزل يقول انه مفخخ، وكأنه يشم رائحة الموت عن بعد، مرت لحظات فلوح لنا بيده، انتهى الامر، يقول: كان المنزل مفخخاً بمادة (C4  وTNT )، انه يحمل روحه على راحته!

أبو زينب أصيب مرتين، الأولى بعد ان تمكن من تأمين طريق لقوات اتجهت لتحرير جرف الصخر، لكنه لم تصبه عبوة ولا مفخخة، لما يتمتع به من اتقان لعمله، بل أصابه قناص خبيث! لم يستطع الأطباء إخراجه، يقول أبو زينب مازحاً: اريد ان احتفظ به للذكرى.

الإصابة الثانية: لم يكن هو سببها ايضاً، فبعد تحريرهم احدى المناطق وبينما هو وفريقه يفككون المنازل المفخخة، جلس أحد من معه متعباً على كرسي كانت تحته عبوة ناسفة، انفجرت، أصيب على أثرها بشظايا في الظهر.

خلاصة القول: أبو زينب ورفاقه صفحة من صفحات البطولة، التي يخوضها ابطال العراق مع مرتزقة داعش، وربما هي قطرة في بحر الشجاعة التي يتمتع بها اولائك الابطال.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك