المقالات

دولةُ رجُل؟ أم دولة الأحزاب؟

2445 2017-01-22

تحسين الفردوسي الدولة: هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد, ويخضعون لنظام سياسي معين متفق عليه فيما بينهم, كما تشرف على أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية تهدف إلى تقدمها وازدهارها, وبهذا ينقسم العالم إلى مجموعة كبيرة من الدول, وإن اختلفت أشكالها وأنظمتها السياسية.
لكن مفهوم الدولة أكثر اتساعا من الحكومة, لأن الحكومة جزء من الدولة, والدولة هي كيان شامل, أي بمعنى آخر أن الحكومة هي الآلية التي تؤدي من خلالها الدولة سلطتها, وهي تعتبر بمثابة عقل الدولة, لكن أحياناً تعكس الحكومة تفضيلات حزبية وأيديولوجية معينة, ترتبط بشاغلي مناصب السلطة في وقت معين, بينما يجب على الدولة في مفهومها العام, أن ترعى الصالح العام, والخير المشترك بين أفراد المجتمع, بغض النظر في مسمياتهم وانتماءاتهم.
هذه المفاهيم هي مفاهيم أكاديمية فقط, لا يوجد منها على أرضِ واقعنا الغائم في الشك؛ والعائم على برك الأزمات, ما عندنا هو ترقيع أو لربما في بعض الأحيان ترميم, بعيد عن شيء أسمهُ بناء, ترميم وترقيع بحجة (عجلة التقدم) التي تسحق بطريقها الأخطاء؛ وتتجاوز بسرعتها العراقيل, ليس لذلك أي معنى سوى (الغباء) وهو جانب موجود لكن ضعيف, و(السرقة) وهي الأقوى.
نسمع كثيراً عن (بناء الدولة),بل جميعهم أتخمونا بهذه الجملة, ولا نرى إلا ركام, مثل طنطنة ال (المربع الأول) ولا ندري أيَّ مربعٍ يقصدون! لأن مربعاتنا كَثُرَت بفضلهم, المربع البغدادي(أخو الجالغي البغدادي) أم المربع الأخضر (أخو المستطيل الأخضر) أم مربع البعث أم الطائفية أم الخدمات أم مربع الموت ....!! وأيُّ مربعٍ وضعونا فيهِ حتى يفخروا به.
حلولٌ هنا وحلولٌ هناك؛ وتسقيط هنا وتسقيط هناك؛ وصراع مستمر, منهم من طالب بالمصالحة؛ ومنهم من طالب بالمصارحة؛ ومنهم من أراد التسوية؛ ومنهم من يريد التعرية, والمواطن المسكين الذي يعتبر هو (نواة الدولة) يقفُ مُحوَلّاً أمام التلفاز بين هذا وذاك.
مشاكل تجمعت وتكدَّست وتعقدت, والعجز أخذَ يأكلُ الإرادة, من يأتي بالحل!؟ رجلٌ واحدٌ أشبه ما يسمى كالسابق بالقائد الضرورة يأتي بــ  حَل, أم رجالات أحزاب يأتون بـ حلول, لِنبحث عن نقطة البداية وهذا مهم, أين هي !؟ هل هي عند الشعب ؟ أم عند الأحزاب؟ أم عند الدولة؟ أم هي في الجوار؟.
تُرى! من هو المُشخص؛ ومن هو المُنغّص؟ ومن هو (المقفص) ومن هو (المفقص)؟؛ ومن هو المُحصص ومن هو المخصص؟؛ ومن هو الضحية الأولى والأخيرة سوايَ أنا (النواة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك