المقالات

زواغيل السياسة.. شياطين برأسين!

2373 2017-01-26

سيف اكثم المظفر
 نتعوذ كثيرا عند ذكر الشياطين، وندعوا السماء ونقسم عليها برب الناس وملك الناس من شر الوسواس الخناس، لما يحمله من مكر وخداع، وطرق خبيثة وملتوية، لحرف الإنسان عن فطرته السليمة، وايقاع البشر بشر اعماله الشريرة، مقابل ما تشيطن به بعض السياسيين أصبحوا تلاميذ إبليس، واحيانا أساتذته، في المكر وخداع الناس.
 تستحق ان نطلق على من يمارس السياسة، بفكرتها المطبقة اليوم، بشيطان ذو رأسين، لما صنعوه بهذا الشعب المسكين المستكين، ماكينات إعلامية تبث السموم يوميا، وتصور المشهد العراقي، على انه مستنقع غارق بالفشل والفساد، ولا حياة ولا أمل، حتى اقتنع أغلب هذا الشعب بأن الاصلاح اصبح من سابع المستحيلات، ووصل الحال بالفرد العراقي، أن يذم نفسه، دون أن يشعر، لتصبح جملة (احنة متصيرلنة جارة) هي صفة ملاصقة لشخصيته، كما صورها الإعلام المخادع.
 صناعة أزمة، وحلها من قبل نفس الجهة المسيطرة على المشهد العراقي، سيناريو يكاد يتكرر يوميا، من عدة جهات، تحاول تصدير نفسا للشارع، كقوة على الأرض، كما حصل في الاونة الاخيرة، اكثر من عملية اختطاف، مبهمة وممنهجة، وذات صدى دراماتيكي، شغل الرأي العام وتصدر المشهد، ثم انتهت دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه المسرحية، مثل اختطاف الناشطة والكاتبة (افراح شوقي) وقبلها بفترة الناشط المدني (علي الذبحاوي) في النجف؛ هذا على مستوى قوى، اما على مستوى حكومة ودولة، فالسلسة تطول، والافلام تنتج على الدماء أحيانا!
 أشبع العقل الجمعي بترهات، واتخم بعبارات، تقتل روح المواطنة، من خلال ضخ مادة إعلامية هدامة تبين سوداوية الوضع، وجانبه المعتم، كي تدفن روح الابداع، وتشييعه الى مثواه الاخير، لكن.. بين هذا الركام الهائل "وظلماوية" المشهد، يشع بصيص الأمل من بين تلك الأصابع المرفوعة، وهي تشير إلى علامة النصر، في جبهات الشرف، من ابطال قواتنا الامنية بكل صنوفها العسكرية من جيش وشرطة وحشد واتحادية، مشاهد هي الأجمل في عراقنا الحاضر، ودماء رسمت بها صور المستقبل، بفتوى المرجعية الإنسانية العليا، المتمثلة بالراية المعتدلة والصفحة المنيرة من الاسلام المحمدي الاصيل، السيد السيستاني (دام ظله) خيمة العراق الشامخة.
 السياسة علم متطور، وهو بحر من بحور العلوم الحديثة، وذات تفسيرات معقدة، وفلسفة معمقة، ولها عدة نظريات وجوانب تشرعن بعضها وتستغفل الكثير، ان اصحاب المبدأ في هكذا سوق من المزايدات السياسية، هم الخاسرون دوما، والمتلونون إعلاميا هم اشرر خلائق السماء، فكلامهم الكذب ووعدهم خائن، وسلاحهم الخداع، و ذخيرتهم السذج من الشعب، وخزينتهم المتملقون، وشعارهم سوف...
 كلامهم معسول، وغايتهم دنيئة، وأيامهم قليلة، ونواياهم رذيلة، يستغلون طيبة هذا الشعب، وجهله بهذا الجانب المغيب عنه على مدى نصف قرن تقريبا، فجاءت النتائج بما تشتهي سفن الفاسدين، وأسواقهم المبطنة بالنفاق والطائفية.. الانتخابات على الابواب، وستنشط تلك البضائع الرخيصة، وتزدهر تجارة الضمائر العفنة، و الانتهازيين، واصحاب المشاريع الطائفية والقومية والحزبية، كانت اولها هي تصريح البارزاني بإعلان انفصال كردستان اذا تسلم المالكي رئاسة الوزراء، سوق النخاسة السياسية او الدعارة الحزبية، تعرض هكذا بضاعة.
 الحلول كثيرة، وأقربها موقعا، واسهلها تموضعا، هي ما ستفرزه صناديق الاقتراع، مسؤولية عظيمة تقع على عاتقنا جميعا، لتبيان خط المرجعية، وصوتها الصادق، ويحتم علينا الالتزام بتوجيهاتها السامية، لبناء غد مشرق، تحت مبدأ المجرب لا يجرب، واستبدال الوجوه الكالحة التي لم تجلب الخير للعراق، ومساندة الوجوه الطيبة التي تريد الخير لوطننا وشعبنا، نعم لوحدة العراق، نعم لغدا اجمل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك