علي فضل الله الزبيدي
أمريكا صاحبة حضارة الدم، والدولة الفتية التي فتكت بالإنسانية، لا يتجاوز عمرها خمسمائة عام، سكان هذه القارة الأصليون هم الهنود الحمر، فقد أكتشفت من قبل المستكشف الإسباني كولمبس، لتصبح غينمة اليهود الأوربين، وتكون الأقلية اليهودية فيما بعد، هي الجهة الحاكمة والماسكة، لدولة الموت والقتل الإبادة، التي تجاور غروب الشمس، أي غروب الحياة، كان أول ضحياها، أناسها الأصليون، الهنود الحمر، الذين لاقوا أنواع العذاب والقتل.
فحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، تدار ظاهرا" من مؤسسات محددة، هي الكونغرس والمخابرات والإستخبارات والبانتوغون ومؤسسة رئيس الدولة، وتقف خلف هذه المؤسسات، ما يسمى بالحكومة الخفية، وهو اللوب اليهودي، الذي يمسك بأهم مفصلين، يحركان العملية السياسية، في أمريكا، بل العالم بأسره، وهذين المفصلين هما ماكنتي الإقتصاد والإعلام، ومن خلالهما تمكن اليهود، السيطرة على القرار السياسي الأمريكي، بل وعبر المؤسسات الأممية، اليهودية الأصل، كمجلس الأمن والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إستطاعوا الإستحواذ على القرارات المصيرية الدولية.
المضحك المبكي في أمر المسلمين عموما"، وخصوصا" العرب منهم، أن ينتظروا الخير، من الشيطان أمريكا، نلحظ ذلك جليا"، بعد الألفية الثالثة، وكيف كان يرقب الجميع، عملية الإنتخابات الأمريكية، وكان الإنتظار على أوجه، في الإنتخابات الأخيرة التي تمخض عنها، فوز المتطلرف الأمريكي، دولاند ترامب، والذي جيئ به، من خارج عالم السياسة، فهو رجل أقتصاد بارع، الذي تطرق في حملته الإنتخابية، إن حرب العالم القادمة، هي حرب إقتصادية، وأعتقد إنه سوف يعمل بشقين، الإتجاه الأول عملية إبتزاز الدول الضعيفة، أما المحور الثاني لعمله، هو إَضعاف عجلة إقتصاد الدول ذات النمو الأقتصادي الكبير.
فالدول الضعيفة تنقسم على شقين أيضا"، حكومات تبحث عن أمن شعوبها، وإستقرار دولها، تعمل من أجل أن لا تكون، مناطق لتواجد المجاميع الإرهابية، وبالتالي تكون دولا"، فاقدة للأمن والإستقرار، مثال ذلك غالبية الدول الأوربية، وكندا وأستراليا، لذا سوف تبتز من قبل أمريكا، أما النوع النوع الثاني، من الحكومات الضعيفة، فهي تلك الأنظمة الدكتاتورية، تريد أن تحافظ على سلطتها، ومهما كلف الثمن، كحال دول الخليج، التي ما إنفكت تبذل الغالي والنفيس، من أجل البقاء على سدة الحكم، لذلك نلاحظ إن السعودية، بلغت أصولها كسندات خزينة، لدى الولايات المتحدة، أكثر من 100 مليار دولار.
عليه كان قرار ترامب، الذي يقضي بمنع دخول، رعايا سبعة دول، العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان وإيران، وغالبية هذه الدول، هي ألان تحارب داعش، ليثبت ترامب إن أمريكا، داعمة للإرهاب الدولي، الذي غدى سببا" تبتز به العالم، أما بالعودة لمهمة الرئيس الأمريكي الثانية، فأنا أتصور أن يعمل على إيضاعف، النمو الإقتصادي لدول الصين وروسيا واليابان والكوريتان، وحتى بعض دول أمريكا اللاتينية.
خلاصة الحديث، إننا مقبلون على تقلبات سياسية، التي من خلالها سوف تعمل أمريكا ، على خلخلة العالم بأسره، وفي كافة المجالات والأصعدة، لا سيما الجانب الأمني والإقتصادي، وحتى لا نستبعد أن يقوم دولاند ترامب، بفك بعض التكتلات العسكرية، كحلف الناتو مثلا"، لإعادة توزيع الكلف على الدول المتحالفة، بما يضمن تقليل نسب المالية، للولايات المتحدة الأمريكية، بما يضمن عدم إرهاق الخزانة الأمريكية، لقد تم ترشيح ترامب للرئاسة الأمريكية، من أجل إعادة بلورة الكلف المالية، التي تتحملها أمريكا، أمام إلتزاماتها الدولية، بما يضمن ربح أمريكا، وفق إسلوب الغاية تبرر خسة الوسائل الأمريكية.