قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
كنا قد تناولنا في عمود الأمس، بعض من صفاقات ما يسمى بـ " الرؤية الموحدة للعرب السنة" من التسوية الوطنية التي طرحها التحالف الوطني، بغية إيجاد حل دائم للأزمة التي وجد العراق نفسه فيها، منذ أن زال نظام القمع الصدامي، في نيسان 2003.
مرت السنوات الأربعة عشر المنقضية، والعراق يواجه حرب إرهاب شرسة، تظافر التكفيريون مع البعثيين فيها ، مع دول الجوار العربية، مع أمريكا، مع الشياطين الزرق من كل حدب وصوب، سعيا لإجهاض أول تجربة في تاريخ العراقيين منذ 1400 سنة، يحكمون فيها أنفسهم بأنفسهم.
خلال هذه السنوات العجاف، كان الساسة الذين أختطفوا المكون السني، راس الحربة في هذه الحرب، وكان دأبهم تخريب العملية السياسية كيفما يكون، وبأي سبيل او وسيلة يتمكنون فيها، وكانوا بالحقيقة أداة طيعة بيد الأجندات التي ذكرناها.
عندما ظهر تنظيم القاعدة في ساحات إعتصام العار، أنشدوا له"أحنا تنظيم أسمنا القاعدة"، وكم من نائب وشيخ عشيرة ورجل دين وتاجر ووجيه، وقفوا يتغنون تحت راية تنظيم القاعدة.
الموصل سقطت في حزيران عام2014، وكان قادتهم عرابي سقوطها، وأرتكب ابنائهم الفضائع الشنيعة، في سبايكر وبادوش وبيجي والفلوجة؛ وغيرها من أماكن الجزر والنحر، وكان الساسة السُنة شامتين؛ يفرحون جهارا نهارا بما يحصل.
لما صدرت فتوى الجهاد الكفائي دفاعا عن العراق، صمتت مرجعياتهم الدينية صمت القبور، بل أن مفتيهم رافعهم الراوي؛ وصف فتوى الجهاد بأنها حرب على أهل السنة، وكان الرجل متصالحا مع نفسه، فقد تحدث بما تمليه عليه عقيدة الحقد والكراهية التي يعتنقها..
ثم بدأت المواقف المعادية لعملية التحرير، وللحشد الشعبي المقدس تترى، ولم يشذ عن هذه المواقف الخبيثة، إلا قلة قليلة من الشرفاء، عدهم ساسة المكون الآخرين عملاء للشيعة الصفويين!
لكي تضبط الأمور وتوضع بإطار قانوني، ومنعا لأي تصورات سلبية ، قنن مجلس النواب عمل الحشد الشعبي ووجوده، وحوله الى قوة رسمية تخضع للقائد العام للقوات المسلحة في كل شيء، شأنها شأن بقية القوات المسلحة، لكن علقم موقف الساسة السنة المخزي، من تشريع قانون الحشد الشعبي لن ينساه الشعب لهم.
لقد وقفوا بالضد من ذلك بكل السبل، وجرحوا بالحشد الشعبي وبقادته؛ بأسلوب عدائي فج، وعاملوه بأخزى ما يعامل به القتلة والسفاحين، مع أن العالم كله، وبعثة ألأمم المتحدة يونامي، أشادوا بإنسانية ومهنية قوات الحشد الشعبي.
اليوم وفي "رؤيتهم" العمياء، يعلنون أن الحشد الشعبي: قضية خلافية"، وهو تعبير عن رفضهم الصريح لدوره، هذا الدور التضحوي الكبير، الذي لولاه لما بقي شيء أسمه عراق!
كلام قبل السلام: ألا تبا لهم وبئسما يهرفون..!
سلام..
https://telegram.me/buratha