المقالات

الساسة السُنة وإدمان الإستقواء بالخارج..!

1978 2017-02-24

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    في الأخبار؛ أن التحالف السني سيذهب الى البرلمان الأوربي، للقاء قادته لشرح "مظلومية" السُنة في العراق، كما أن جهينة قالت لنا، أن هذا التحالف يسعى لترتيب لقاء مع أبو كذيلة، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الجديد السيد"ترامب"..دعونا نفكك هذه الأخبار، لنتوصل الى خلفيتها..!

   معظم المشكلات العويصة التي تواجهها الأمم، لا سيما تلك التي من نمط مشكلاتنا، تحتاج الى وقت كي يتم حلها، وثمة علاقة طردية بين أمد هذا الوقت، وبين التوصل الى حلول أو نتائج للحوار، فكلما طال الأمد بات التوصل الى حلول صعبا، والعكس صحيح.

     طول أمد المشكلات؛ يسهل دخول عناصر جديدة على أصل المشكلة، الأمر الذي يتسبب بتعقدها، كما أن طول الأمد؛ يفتح الأبواب لتدخلات أخرى من غير ألأطراف المتنازعة، ويتم ذلك بإستقواء المتخاصمين بقوى إسنادية ،وبنائها تحالفات بغية تقوية موقفها في النزاع، ما يمكننا أن نسميه إتساع الفتق، حيث يتبعه صعوبة الرتق.

    في حالتنا؛ نكون كمن يخادع نفسه، إذا أنكرنا وجود مثل هذا الواقع، لكن يتعين أن نكون شجعان، لنحدد من هو الطرف؛ الذي يسعى للأستقواء بآخرين بغية تقوية موقفه، ذلك لأن تحديده يمثل نصف الطريق الى الحل، فإذا أستطعنا تشخيص الحالة، بمسؤولية وروح وطنية، أمكننا كسر الأقفال المغلقة وأختصار الزمن، والتوصل الى نتائج على الأقل، يمكننا أن نصفها بالمشجعة، على التوصل الى طريق للحوار المفضي الى حل.

    طمأنة الأطراف المتنازعة بعضها بعض، برغبتها الصادقة بالتوصل الى حل، هو طريق آخر لأختصار الوقت، لكن بعض أطراف النزاع، تعمد الى إستقطاب داعمين خارجيين لتقوية، موقفهم في النزاع.

    الغريب في الأمر؛ أن "رمتني بدائها وأنسلت" ينطبق أيما انطباق، على الطرف الذي يستقطب الدعم الخارجي، فهو يجعجع دوما، باتهامات الإقصاء والتهميش تارة، وتارة أخرى بالعمالة والتخوين، للطرف الذي لا يسعى الى دعم خارجي، لأنه ليس بحاجة أليه أصلا، بسبب كونه يمثل أغلبية الشعب العراقي.

    تاريخ النزاعات الداخلية؛ التي شهدتها شعوب غيرنا، يثبت أن الأقليات؛ هي التي تسعى الى مواقف خارجية داعمة، وهي أيضا التي تبني علاقات "خاصة"، حتى مع القوى المحتلة لبلادها.

    هذا ليس رجما بالغيب، أو عملية تخوين جائرة للساسة السُنة، كما يفعلوا اليوم تجاه رسلائهم من الساسة الشيعة، فهو واقع جرى في بلادنا، إبان الأحتلال البريطاني للعراق، في أوائل القرن الماضي، وكانت نتيجته أن بنيت دولة عراقية، وفقا لمعادة مقلوبة، حيث أقلية سُنية تحكم وتتحكم برقاب الأغلبية الشيعية.

    كلام قبل السلام: آنذاك لم يستقو الشيعة بأي طرف خارجي، ولم يبنوا علاقة "خاصة" مع المحتل، وقاوموه بضراوة، وكان قرارهم الذي أتخذوه، بعدم التعاون مع المحتل، أو المشاركة في السلطة التي صنعها، وإن كان قرارا خاطئا بمقاييس الحاضر، لكنه صفحة بيضاء في سجلهم الخالد..!

   سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك