المقالات

عقول مفخخة


عبد الكاظم حسن الجابري الجهل مرض عضال, قد يصاب به الإنسان بسب اختياراته الخاطئة, أو قناعاته المغلوطة, وربما يتجاهل آخرين بعض الأمور لمصالح خاصة, أومكاسب فردية تعبر عن أنانية داخلية أو عجب أو تكبر.
كلما خيم الجهل في مجتمع ما فتكتك بذلك المجتمع الشبهات والأمراض الاجتماعية, وبرزت طبقات انتهازية تحرف بوصلة الجمال, وتشوه حقيقة الواقع, تقوم هذه المجاميع باستغلال جهل الأفراد لتمرير مخططتاها ومآربها, بل حتى لتمرير أمراضها النفسية.
لا يختص الجهل بمجتمع دون آخر, فكل المجتمعات في بلدان العالم من الممكن أن تصاب بالجهل, وما الاعتقادات المنحرفة التي تنتشر في كثير من البلدان, إلا دليل على ما نقول.
الجهل يقسمه أهل المنطق إلى قسمين: الجهل العادي -إن صح التعبير- والجهل المركب, وهو الأخطر, وهو الجهل بشيء مع الجهل بأننا نجهله, مما يولد اعتقادات وقناعات كارثية, فيظن المصاب بهذا الجهل أنه عالم, في حين إنه لا حظ له من العلم.
الجاهلون هم قنابل موقوته, وعادة ما يربط الباحثين في علم الاجتماع الجهل بالتخلف, وبالتردي الثقافي, وبالانحطاط التعليمي, وببساطة المعرفة وسذاجة التفكير, الأمر الذي ينعكس سلبا على الاعتقادات, فيستميت هؤلاء الجاهلون في الدفاع عن أفكارهم, واعتقاداتهم, متخذين سلاح التخوين والتهمة لمن يخالف فكرتهم, وعادة ما يكون التحاور مع هؤلاء صعبا, لأنهم يناقشون على أساس القناعة الشخصية, لا على أساس الحجة والإقناع.
هناك مشكلة كبيرة أخرى ترتبط بالجهل النابع من العصبية, أو ما يسمى بالعناد نُصْدَم بها, ألا وهي تصدي بعض الشرائح المثقفة أو الأكاديمية أو عِلْيَة القوم للدفاع عن شرائحهم, حتى وإن كانت تلك الشريحة مصابة بمرض ما, فعندما نأتي لتوجيه نقد لموقف معين, صدر من احد افراد هذه الشريحة, تجد إن المنتمين لهذه الشريحة يدافعون بكل عصبية, ولا يتقبلون النقد, ولا يسعون لتصحيح هذه السلبية الصادرة من شريحتهم, ويتساوون في هذه الحالة مع من ليس لهم حظ من العلم, وينسون كلمة الإمام الصادق ( ع ) في هذا المقام إذ يقول": ليس من العصبية أن تحب قومك ولكن من العصبية أن تجعل شرار قومك خيرا من خيار غيرهم"
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك