لا تزال كلمات الخليفة الثاني تصدح في الآفاق رغم كره وتضليل الأعداء، وهو يمتدح مولاه ومولى كل مؤمن ومؤمنة كما اعلنها في يوم الغدير أمام الرسول (ص) وحشود المسلمين.. وهو يسير في طرقات المدينة إبان سلطته ويقول: "لو لا علي لهلك عمر" - أخرجه أحمد والعقيلي وابن السمان, وفي الاستيعاب 3 / 39, والرياض 2/194, وتفسير النيسابوري 26/10, ومناقب الخوارزمي:48, شرح الجامع الصغير للشيخ محمد الحفني:47, وتذكرة السبط:87, ومطالب السؤول:13, وفيض القدير 4/ 357؛ وقوله "اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب" - تذكرة السبط:87, ومناقب الخوارزمي:58, ومقتل الخوارزمي 1/45 ؛ وكذا قال "لا أبقاني الله بأرض لستَ فيها أبا الحسن"- إرشاد الساري 3/195؛ ثم قوله "أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها" - تاريخ ابن كثير 7 / 359 , الفتوحات الاسلامية 2 / 306، كل ذلك ويأخذون علينا حبنا وولائنا لأمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وتمسكنا بنهجه ودربه وتعاليمه تعاليم رسول المحبة والمودة (ص) السماوية .
هو ميزان الأعمال، قسيم الجنة والنار، ساقي الكوثر، وصي النبي دون فصل، امام المسلمين وأمير المؤمنين؛ الحد الفاصل بين الحق والباطل، والعدالة والظلم، والحقيقة والانحراف، والحكم الاسلامي والسلطة الأموية؛ سيف العدالة السماوية، ناصر المستضعفين وقاهر المتجبرين الظالمين، رافع لواء الاسلام وقاتل صناديد العرب الجهلة الكفرة حتى شحدوا سيف حقدهم وكرههم وتكفيرهم للرسول (ص) وآله الميامين الأطهار، وأقسموا على تزييف الاسلام المحمدي الأصيل وتحريفه وزرع بذور الفرقة والنفاق والشقاق بين صفوف الأمة الواحدة، وعملوا جاهدين على عودتها للجاهلية والقبلية المقيتة المظلمة.. حتى صرخ أبو سفيان في يوم تولي الخليفة الثالث السلطة "تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد الصبيان فو الذي يحلف به أبو سفيان فلا جنة ولا نار ولا معاد"، وأبنه معاوية يخاطب أهل العراق بعد التوقيع على ميثاق الصلح مع الأمام الحسن بن علي (عليهما السلام).. "ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا وتزكوا وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم"، ليبقى نهجهما مناراً قائماً لكل الطغاة على طول التاريخ .
كثيرة هي مناقب وفضائل الامام امير المؤمنين عليه السلام لا يستطيع العالم عدها وقد كتبت في فضائله الكثير من المصنفات والمؤلفات والمجاميع والمتتبع لكتب الفهارس يجد ذلك جليا واضحا والاحاطة بها ضرب من المحال فانه عليه السلام مجمع دائرة الكمال والفضائل بل منه استمد اهل الفضل فضائلهم واليه انتهت رئاسة اهل الفضل وذلك لانه عليه السلام يستمد من فوارة النور اللامتناهي ألا وهو الرسول المصطفى صلى الله عليه واله روحي وارواح العالمين له الفداء لانه سنخه وفرعه وكما قال عليه السلام "انا من محمد كالضوء من الضوء" - إبن أبي الحديد المعتزلي .
يضايقوننا، يطردوننا من العمل، يختصبوا حقوقنا، يعاملوننا بتمييز طائفي، يشردوننا من ديارنا، يعتقلوننا، يعذبوننا، يفجروننا، يذبحوننا، يستبيحوا أرواحنا وأعراضنا وأموالنا، يقطعوننا إربا إربا، يحتارون ما يفعلوا بنا من أفعال شنيعة وإجرامية بشعة، يحاصروننا، يمنعوا عنا الأدوية وحتى رغيف الخبز، و.. كل ذلك كوننا نوالي أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب وأهل بيته الميامين المنتجبين عليه وعليهم أفضل التحية والسلام.
تلاقفت الأنظمة العربية الموروثة بكل رحابة صدر لدرس أبي سفيان ومعاوية أبن هند ذات الراية الحمراء وأمتثلت له فعاثت في الأرض الفساد، وقتلت صلحاء العباد، وزجت في السجون بالتقاة، وقطعت رؤوس الأمجاد.. فاحتلت وأعتدت ودمرت البلاد، وأستهدفت الجميع دون استثناء أحداً من الصغار ولا الكبار، والنساء والفتيات سبيات تباع في المزاد، مسلمات ومسيحيات وايزديات، بحلة الدين المزيف يرفع شعاره دعاة جهلاء منافقون بغاة، وعاظ سلاطين بلاط خانوا ويخونون الأمة منذ يومها الأول حتى المعاد، ودماء أبنائنا تسيل الى الركب في الشوارع والطرقات، بتفخيخ وتفجير وذبح وقصف وعدوان على الهوية ثمناً لحبنا علياً وصي النبي دون فصل بأمر من الباري المتعال.
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف ، ولد في 13 رجب 23 قبل الهجرة المصادف 17 مارس 599 ميلادي في جوف الكعبة في مكان لم ولن يولد مخلوق لا من قبله ولا من بعده أبداَ وهي فضيلة خصه الله سبحانه وتعالى بها إجلالاً له واعلاءً لرتبته وإظهاراً لمكرمته، واستشهد بمخطط الغدر والخيانة والنفاق والجاهلية والقبلية في محراب مسجد الكوفة في 21 رمضان 40 للهجرة والمصادف 28 فبراير 661 للميلاد .. هو من نموت ونحيا من أجله وأهل بيته عليهم السلام أجمعين ونرفع شعار "أقتلونا فالموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة" في حبهم وولائهم والسير على نهجهم والتلمٌذ في مدرستهم.
جاء ذكر مناقبه في الكثير من كتب العامة قبل الخاصة، منها ما ذكره الحاكم النيسابوري (المستدرك 3 / 483)، وشاه ولي الله أحمد الدهلوي ( إزالة الخفاء)، وشهاب الدين أبو الثناء السيد محمود الالوسي (شرح عينية عبد الباقي افندي العمري ص15)،ومحمد بن يوسف القرشي الشافعي الگنجي, (كفاية الطالب / الباب السابع : 260)، ومروج الذهب / 2 / 2 ط مصر ، واثبات الوصية / 155 ط ايران ،وعبد الحميد خان الدهلوي ( سير الخلفاء 8 / 2) ،والحلبي (إنسان العيون 1 / 165)، والمؤرخ نشانچة زاده (مرآة الكائنات 1 / 383)، وابن طلحة الشافعي (مطالب السؤل:11) ، والصفوري الشافعي (نزهة المجالس 2 / 204)، وحمد الله المستوفي (تاريخ كزيدة)،وابن الصباغ المكّي المالكي (الفصول المهمّة : 14) ، ومؤمن الشبلنجي الشافعي (نور الابصار / 73 ط مصر)،وابن الجوزي (تذكرة خواص الأمّة : 7)، وأحمد بن منصور الكازروني (مفتاح الفتوح)، وصدر الدين أحمد البردواني (روائح المصطفى : 10 ط 1302 هـ) ، والشيخ محمّد حبيب الله الشنقيطي, المدرّس بالازهر (كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب: 25) .
لم تعرف الإنسانية في تاريخها بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب (ع) ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول (ص) من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لعلي (ع)، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبدود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وقال عنه رسول الله (ص) يوم خيبر: "لأعطين الراية غدًا رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه"- صحيح البخاري.
أمير المؤمنين الامام علي (ع) ذلك الذي نزلت في حقه عشرات الآيات في كتاب الله المجيد منها ما جاء في سور: المائدة الآية 3و54-55و67، والمعارج 1-2، والبينة 7، والسجدة 18، ومريم 96، والرعد 7 و28و29، وهود 17، والانبياء 7، والواقعة 10-11، والتوبة 119 و19 و1 و3، والصافات 24 و130، والانسان1و8، والتحريم 4، والأعراف 46 و181، و البقرة 207و274، ومحمد 30، والحديد 19، والزمر 33، والفاتحة 5، والانفال 62، والنساء59،و.. غيرها من آيات الذكر الحكيم حيث لم يتسع المقال لذكرها كلها.
فكيف بنا إن أردنا رضا الله سبحانه وتعالى ورسوله (ص) أن نترك تمسكنا بولايته ومحبتنا له ولأهل بيته عليهم السلام ونفدي من أجلهم الغالي كل غال ونفيس وهاهي زوجة النبي (ص) عائشة عندما تسأل عن أي الناس أحب الى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فتقولت: "فاطمة، قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها إنه كان ما علمت صوّاماً قوّاماً" - أسنى المطالب للوصابي الباب السابع ص38 رقم 42 مخطوط؛ ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكرر على الصحابة قوله "عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب" - «حديث عائشة» رواه العلامة المولوي محمّد مبين الهندي، وفي الصواعق أخرجه أبو يعلى في مسنده وأخرجه الحافظ أبو محمّد عبد العزيز بن محمود المعروف بابن العصر في «معالم العترة»، والطبراني في الكبير وابن منذر عن رافع مَولى عائشة، والفقيه 3: 442 رقم 4534، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص105 ب20؛ و"علي خير البشر فمن أبى فقد كفر" - الفقيه 3 : 493 رقم 4744، والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد 7/433) بسند حسن: عن محمد بن المنكدر عن جابر؛ وقول0 (ص) " إن الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وفرض عليكم طاعة علي بعدي ونهاكم عن معصيته، وهو وصيي ووارثي، وهو مني وأنا منه، حبه إيمان وبغضه كفر، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مسلم ومسلمة، وأنا وهو أبوا هذه الأمة" - القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص146 ب41، وغير ها من الأحاديث التي لا تعد ولا تحصى في مقالنا هذا؛ فكيف بالانسان المؤمن أن يترك هذا النهج والمدرسة والمنارة الوضاءة ويلتزم بنهج الحاكم الفاجر العاهر شارب الخمر أبن هند آكلة الأكباد ومن سار على نهجه؟!.
https://telegram.me/buratha