المقالات

قصر النظر الكوردستاني.. !

2023 2017-04-23

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

    ليس من السهل الإنتقال من ثـقـافـة الإستبداد إلى ثـقافة التعددية، إذ يمثل مثل هذا الإنتقال؛ تحديــاً صعبا وكبيرا؛ للمجتمعات التي فتحت عيونها على الإستبداد ورضعت حليبه.

    الخطوة الأولى لعملية الإنتقال المنشود؛ تتمثل بتحديد الهدف النهائي، الذي يجب أن تصل اليه تلك المجتمعات، وهذا

يجعلها في حاجة أكثر فأكثر، لتحديد المسكوت عنه والحديث هنه بجرأة، بحوارات حقيقية جادة وشفافة، حتى وإن كانـت تلك الحوارات في بداياتها، عبارة عن جدل بيزنطي..!

     ليس الهدف النهائي كما يتخيل كثير منا، هو بقاء العراق بشكله الجغرافي الراهن من عدمه، بل أن الذي يننشده العراقيون بلهفة، هو أن يوفر لهم شكل العراق القادم، إمكانية ان يعيشوا بسلام ووئام، فيما بينهم أولا، ومع جيرانهم ثاتيا، ويستحضر دورهم الحضاري في خدمة الأنسانية ثالثا.

     في سبيل تحقيق هذا الهدف المركب، يتعين أن تسفر العملية السياسية، عن ما ينفع الكتلة البشرية، التي تشغل الحيز الجغرافي ـ السياسي الحالي للعراق، وليس عن ما ينفع الإسلاميين أو العلمانيين او حتى البوذيين! المهم أن الهدف في هذا السياق؛ هو أن نرسخ في وعـيـنـا؛ فضاء تـعـدديـاً كافياً، يشكل صمام الأمان لنا جميعا.

     لأنه لا يمكن للساسة القفز على واقعنا، بأحلام طوباوية غير واضحة، أو بإنتهاج سياسات التغالب، أو السعي لفرض واقع حال قسرا، يتعين أن نؤمن بأننا شعب من مكونات، وهذا ليس عيبا فينا، ولا يمكننا تجاوزه، نعم يمكننا تعايشه، كما كنا قبل حقبة الآلام والآثام، التي إمتدت أكثر من ثمانين عاما، بضمنها أربعين عاما تحت سلطة القهر البعثية.

     في هذا الصدد؛ فإنه مثلما لا يمكن للشيعة والسنة والتركمان، وباقي المكونات  تجاوز هذا الوصف، فأنه لا يمكن للكورد وقادتهم أن يتجاوزوه أيضا.

    إن الوضع العراقي الراهن، نتاج دم ملأ أودية كوردستان في زمن صدام، وهو إفراز لما وافقه بعضنا، على مقابره الجماعية لأهل الوسط والجنوب، وأستمر بعد سقوطه يمزقنا بمتفجرات اليد الإرهابية، التي لم يدان إثمها بشكل حاسم واضح، من قبل شركاء الوطن من السنة.

إن تاريخا مشتركا من الألم والعذابات، يفترض أن يكون عاملا قويا، في بناء مستقبل قائم؛ على مفاهيم الحرية والعدالة والعيش المشترك، وأول من يجب أن يفكر بهذا الأتجاه هم الكورد أنفسهم.

     كلام قبل السلام: مرارة في الحلق؛ أن الكورد الذين قاسوا ما قاسوا، يعملون اليوم على فرض وضع على العراق، هم قبل غيرهم؛ يعرفون أنهم لن يستطيعوا السير فيه الى آخره، ولكن قصر نظر المصالح يعمي عن نظر العاقبة، وما اقترفوه في طوزخورماتو، قصر نظر قريب من العمى...!

    سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك