المقالات

ماذا إذا امتلكت السعودية سلاحا نوويا؟!

2118 2017-07-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   ثمة سؤال فلسفي؛ يتعلق بأصل وجود الإنسان، وطريقة عيشه على الأرض، ويرتبط هذا السؤال إرتباطا وثيقا بمفاهيم الجهاد، وهو أيهما قبل: أن نعيش في سبيل الله، أو نموت في سبيل الله؟! بمعنى أدق هل أن الأصل أو الأولى؛ هو الحياة أم الموت؟!

   تنطوي الحياة على درسين لا ثالث لهما، أذا استطعنا أن نستوعبهما كليهما بكامل مفرداتهما، سننال علامات في امتحان نهاية الحياة، تؤهلنا لدخول حفرنا آمنين مطمئنين.

   الدرس الأول: أن الناس لم يُخلقوا ليكونوا أعداء، بل خلقوا "شعوبا وقبائل لتعارفوا"، ولم يُخلقوا ليتعاركوا أو يتصارعوا، لذلك فإنك أذا حولت عدوك إلى صديق؛ فإن ذلك خير لك من أن تقتله، هذا هو الصواب؛ الذي لا مناص من اعتباره المعيار الوحيد الصحيح، في قبول الناس ما تقول وما تريده، وهذا بالضبط ما يسعى له المسوق الناجح لأفكاره.

   إن الذي يعتقد أن مبدأ الانتشار للأفكار والرؤى، يعتمد على مدى قدرته على مهاجمة الآخرين، محولا إياهم إلى خصوم، كما فعل الدين الوهابي؛ معتقدا أن ذلك وحده الأسلوب الصحيح, لإنتصار أفكاره وتسويقها، فقد فاته أن تخطئة الآخرين، دون خلق جو يوضح لهم ما يريد وما يبشر به من حلول، تحمل في طياتها ما ينفعهم، ويقدم لهم صورة طيبة عن معتقده, قد يحرمه مساندة وتأييد الآخرين، ويفقده قلوبهم وعقولهم..

   الدرس الثاني فيه؛ ثمة منفذين للمجتمع؛ يلج من خلالها إلى أرضية تخدم, وهي القلب والعقل، أو الغرائز والحكمة..وقد فاتت على أتباع الدين الوهابي هذه الحقيقة، فرأوا في توجيه الخطاب للغرائز مباشرة، أسلوبا لتوطيد رؤاهم وأفكارهم، محولين الحياة الإنسانية الى ساحة للصراع، وليس الى "التعارف" الذي أثبته القرآن الكريم.

   لو نظرنا إلى الخطاب الإسلامي السُني، الذي هيمن عليه أتباع الدين الوهابي, لرأيناه قد سيطر على قلب المجتمع السُني، بمخاطبة القلوب وغرائزها الحيوانية، وأهمل خطاب العقول ومآلاتها الإنسانية، ولو نظرنا إلى حال الواقع, فأننا سنكتشف المقدار الكبير؛ للعدوانية وثقافة التكفير في المجتمعات السُنية، ويكشف هذا عن أن العقول لم تعد تعمل كما يجب، بل بالواقع ماتت سريريا.

    لقد أفتقد هذا الخطاب الى الصيغة التبشيرية؛ وهي صنعة لا يجيدها سوى أهل الإيمان والتقوى، ولأنهم ليسوا من هذا الرهط، فإنهم يرون بلا تراجع؛ بأن غيرهم على خطأ، وأنه يجب التخلص منهم بالقتل.

    كلام قبل السلام: ثمة سؤال أكبر؛ ماذا سيكون مصير البشرية، إذا أمتلكت السعودية موطن الدين الوهابي سلاحا نوويا؟!

 

    سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك