المقالات

هل يمكن أن تنجح تسوية مع طرف مكبل بالماضي ؟!

1592 2017-07-28

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   ما زلنا نتحدث عن ضرورة الإصلاح السياسي، والذي سيكون البوابة المثالية لإصلاح الدولة، بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهي ضرورة عاجلة لا تحتمل التأجيل؛ أو التسويف والمماطلة، كما لا يمكن التعامل معها بروح اللامبالاة التي تسود المشهد العراقي اليوم.

   لأن الإصلاح السياسي ضرورة، فإن من الواجب توفير أسباب نجاحه، وأول هذه الأسباب هو الوقوف على نقطة شروع معلومة، بدل البحث في متاهات لا نهاية لها، تمثلت بكثرة "المشاريع" المطروحة، دون أن يكون لأغلب هذه "المشاريع" حد أدنى من المشروعية.

   السبب الثاني من أسباب النجاح، هو أن نجاح الاصلاح السياسي؛ أمر ممكن في حالة واحدة فقط، وهي عندما يتجاوز المعنيين بالأصلاح؛ معتقد أنهم على صح والآخرين على خطا، وهو إعتقاد يظهر بشكل سهل؛ عورات أطراف الإصلاح المقصود، وهذا ما كشفت عنه مداولات التسوية الوطنية، التي تجري بدعم من ممثلية الأمم المتحدة.

   في أغلب الحالات، ومنذ أن شرعنا بما يسمى بالعملية السياسية، فإن أحد أطراف الحالة العراقية، مكبل بإعتقاد أن الدولة وإدارتها من نصيبه حصرا، لأنه يرى أن هذا "حق" أرثي، وصله كابرا عن كابر، منذ زمن الدولة الأموية مرورا بالدولة العباسية، وحكم المماليك ومن بعدهم التتار، والدولة العثمانية وصولا الى الدولة العراقية الحديثة، التي أنشأها الأنكليز وفقا لسايكس بيكو.

عزز معتقده هذا أن الدولة العراقية الحديثة، التي أنشأت في عام 1921، أُنشأت على ذات الأسس؛ التي أُنشأت عليها الأنظمة السابقة طيلة  أربعة عشر قرنا، منذ أن دخل الإسلام العراق ولغاية اليوم، وهي أسس طائفية، مكنت طائفة السلطان؛ من التحكم برقاب بقية الرعية.

   بالمقابل فإن بقية العراقيين وهم الأكثرية الكاثرة، وجدوا في تغيير نيسان 2003 فرصتهم للخلاص من هذا الوضع، الذي تم تثبيته خلافا لمنطق التأريخ، بمعادلة مقلوبة يأباها العقل والحق.

الطرف إياه والمكبل تأريخيا بعقدة التسلط، لجأ ومنذ 2003، الى كل ما يمكنه فعله لإبقاء المعادلة الظالمة، ولم يترك وسيلة إلا وسلكها، وكان الإرهاب أيسر الوسائل وأكثرها إستخداما.

    خلال أربعة عشرعاما تمرس هذا الطرف بإستخدام هذه الوسيلة، وأنشأ لها جيوشا وميليشيات، بدءا من تنظيم القاعدة، مرورا بالجيش الإسلامي، وحماس العراق، وكتائب ثورة العشرين، والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية "جامع"، وجيش أنصار السنة، وجيش الراشدين، وجيش المجاهدين.

   ثم كان تنظيم داعش، والجماعة السلفية المجاهدة، وجيس محمد، وجيش الأنبار، وجيش العزة في العراق، والجبهة الوطنية لتحرير العراق، والقيادة العامة لمجاهدي القوات المسلحة المقاومة والتحرير في العراق، وعشرات أخرى من التنظيمات الإرهابية المسلحة، وكلها تعمل على هدف واحد،هو إعتلاء ظهور العراقيين مجددا، وفقا للمعادلة التي أستمرت أكثر من أربعة عشر قرنا. 

   اليوم وبعد أن زحفت جموع المنتصرين، صوب عقر دار الموهومين، وأنتصروا إنتصارا باذخاً، ألغى أي إمكانية لعودة المعادلة المقلوبة الى الأبد، يحاول دهاقنة هذا الطرف، إستعادة أدوات اللعبة مجددا، وها هم يشرعون بشحن الأجواء، للحصول على مكاسب لعبتهم التي باتت مكشوفة وقديمة..

   كلام قبل السلام: كلما لجأ طرف سياسي الى العنف أو أوحى به، أو وفر بيئته أو هيأ الظروف له؛ فهو الخاسر حتما..والإصلاح الموهوم صار قضية خلفنا، ولا مجال له، ولن يحصل، فمن يلجأ لقتل العراقيين، لتحقيق أهداف سياسية ليس طرفا مؤهلا، لأن يكون ضمن منظومتنا المجتمعية..!

   سلام..

 

                                                   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك