المقالات

الزمن بين اليقظة والنوم..!

3651 2017-12-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

من بين أصدق الأوصاف، التي يمكن أن توصف بها، البيئة السياسية العراقية، أنها بيئة سريالية مرتبكة!

في السريالية السياسية؛ يصعب على العقل تخيل الحالةً المركبة من التناقضات، التي نعيشها في بلد معبأ بها أصلا.

لذلك سنستمر في البحث، عن أسباب اليأس والإحباط الذي وصلنا إليه، ومن المتسبب في وصولنا إلى هذه الحال المرتبكة، وسنكون في انتظار المصائب واحدة تلو أخرى!

صورة ساستنا السريالية، نجدها بلا رتوش، في النواب منهم على وجه التخصيص، وهم الذين يُفترض فيه التعقل والرزانة والصدق، لكننا لا نرى منهم، إلا التهور والكذب وقول الزور، والشتائم أيضا، نسمعها تخرج من أفواه بعضهم بلا حياء!

السريالية بكل أبعادها اللامعقولة؛ حيث جبناء الأمس فرسان اليوم، وحيث أكثر الناس وطنية، هم خونة الأمس، وفي مشهد قطاع الطرق، الذين أضحوا مهمين ومتصدين للمشهد السياسي، وإذ يصبح قاتل أخى بالأمس، شريكى ورفيق دربى رغم أنفي، بل ويتعين علي أن أُرشده بنفسى، ليقتل أخر الأحياء من أخوتي!

السريالية تبرز على أوضح صورها،  حينما يمارس أدعياء المدنية؛ من الذين يشتكون من تقييد حريات التعبير، حرية تعبير منفلتة، من أى ضابط قانونى، أو مهنى أو وازع ديني أو أخلاقى..ومن بينهم من شتم الشعب بأكمله، ووصفه بالـ"دايح"!

السريالية سادتي تطل بقرنها، حينما يعامل من يتعرض للقتل على إنه قاتل! ومن هو ضحية لعدوان يقال إنه هو المعتدى! وحينما يحكم القضاء حكما مخففا، على من فجروا مخخات الحقد، على مجلس فاتحة في مدينة الشعلة، دون ان يراعي جسامة الجريمة، وما سيخلفه حكمه، الذي يفتقد الى الحد الأدنى من العدالة، في نفوس ذوي الضحايا، وما سيتسببه هذا الحكم من ردود أفعال ليست محسوبة، بسبب شعور الضحايا بالحيف!

خلاصة الأمر أن في الواجهة؛ من لا يريدون أن تستقر الأوضاع في العراق، لأنهم يدركون أن لا وجود لهم، في بيئة مستقرة، وأنهم يخافون الأستقرار، لأنه يتبعه الإنجاز الذي سيكشف عوراتهم.

الاستقرار يعنى أيضاً؛ بدء الحساب وفتح الملفات، ولذلك يحاول الرافضون للاستقرار، استغلال حالة السيولة قبل أن تتحول إلى حالة صلبة، واستغلال الفوضى قبل أن تصبح نظاماً، وكسب مزيد من الوقت، لطمس أدلة الإدانة.

كلام قبل السلام:علينا أن ندرك أن ثمة زمن بين اليقظة والنوم، ربما هو الذي نحن فيه!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك