المقالات

الكتابة بحد الكفاف..!

1496 2018-02-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com 

تمثل الكتابة بالشأن السياسي معضلة بذاتها، ففضلا عن إشتراطاتها المعرفية، التي يجب أن يتوفر عليها الكاتب، إبتداءا من إفتراض إطلاعه الواسع، بحيط ما يريد أن يكتب عنه، يتعين على الكاتب أن يمتلك أدوات فنية، ومقاييس لا يعرف عنها كثير من الذين ولجوا علم الكتابة حديثا..

ليس هناك كلام جميل في عالم الكتابة السياسية، لا سيما إذا أردنا أن نكتب بصدق، لأن الكتابة بصدق، تعني أن تقول للأعور أن عينك عوراء، ولا تقل له أن عينك كريمة، كما دأب العرب في أشعارهم.

الصدق له ثمن يتعين عليك ككاتب أن تدفعه، وهو ثمن يتناسب طرديا مع حجم الصدق في كلامك، إذا قلت كلاما صادقا, فإذا كنت ممن لا يجيدون النفاق ومسح الأكتاف، ورفضت التزييف والتحريف، وإذا كنت تعرف كيف تستخدم أسئلة الإعلام الستة، (ماذا؟ ومَنْ؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟)، وتوظفها توظيفا صادقا في كتاباتك، وإذا لم تكن يوما من المداهنين، ولا من أصحاب أنصاف المواقف، فعلى الأغلب أنك ستعيش بحد الكفاف، على قاعدة: باقة لا تحل، خبزة لا تثلم ,كل حتى تشبع!

فإذا كنت تكتب عن رؤى خلاقة، تستند الى فكر حقيقي، وتؤمن بالموضوعية، وتقول الحق ولو على نفسك، وترفض التطرف والغلو، لأنك تحمل في داخلك قلب يحلم بالقيم والجمال، ومشروع إنسان يريد التعايش السلمي، فأذن بحرب ظروس، يشنها عليك الماركسي المتطرف، والليبرالي الجشع، وقبلهم المتدين الجاهل، الذي تنتمي وإياه الى دين واحد، بل وربما مذهب واحد! 

في عالم كتابة الحقيقة، ثمة ألف فأس وفأس بإنتظار رأسك! وقبل أن تكتب بصدق، عليك أن تتذكر أن لك عيال، فلا تفجعهم فيك، لأنك لن تستطيع أن تحيا، في مجتمع لا سيادة فيه للضمير، و ترفع به الفأس فقط، لإجثتات الشجرة الوارفة الظلال، وتلقى فيه الخطب، لشرعنة الفساد والاستبداد السياسي، وأعراف الهيمنة والإستعلاء.

 لذلك عليك أن تمشي جنب الحائط، بأن تقول  أنصاف الحقائق، وأنصاف المعلومات، وإياك أن تسدي نصيحة لمسؤول، أو قائد تيار سياسي، أو متزعم لعصابة أسمها "حزب"، فمن أنت حتى تسديها، لمن يجد نفسه نصف إله!

كلام قبل السلام: تذكر دائما سيدي الكاتب بصدق، أنك عراقي في العراق، وليس في المهجر، ففي العراق ثمة قادة سياسيين، يرون أن الديموقراطية، تعني أن تكون واحدا في قطيع، تصفق لشعارتهم، وأن تكون سوادا في إحتفالياتهم الباهتة..!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك