المقالات

الصعاليك في زمن العولمة


اختلفت المسميات وتطورت الوسائل واتحدت الغايات ، اتذكر طلب مني استاذ اللغة العربية كتابة بحث عن الشاعر عروة بن الورد العبسي ، وعند البحث عنه اطلعت على صفحة من تاريخ العرب تخص الصعاليك ، وتباينت الدراسات والاراء بخصوص الصعاليك من حيث تقسيمهم ودراسة غاياتهم الا انهم بالاجمال اتفقوا على ان الصعاليك ينقسمون من ناحية النوازع الداخلية إلى فريقين، فهناك الشخصية المتمردة التي رأت في هذه الحركة فرصة سانحة تظهر فيها بطولتها الفردية، وتستغلها لتحقيق نزعاتها الشريرة وتصبغ حياتها كلها بلون من الدم الأحمر ولا يرضيها إلا أن ترى تلك الرؤوس اليانعة، ورؤوس الأغنياء المترفين تتطاير تحت ضربات سيوفها، ولا يبالون من يكون حتى ولو كانوا رفقائهم بالامس المهم الحصول على الاموال واسالة الدماء ومنهم تأبط شرا 

والنوع الآخر من الصعاليك هم الذين جعلوا تمردهم وسيلة لغاية معينة، وهي رفع الظلم عن المظلومين، وتهيئة الفرصة للفقراء المهضومة حقوقهم ليشاركوا سائر أفراد مجتمعهم في حياة اجتماعية كريمة عن طريق إحداث نوع من المساواة، وإلى هؤلاء ينتمي أمير الصعاليك عروة بن الورد العبسي، 

وروبن هود هو نسخة من الصعاليك بلباس اوربي ، فكان يقتل ويسرع بحجة مساعدة الفقراء وكان مطارد من قبل السلطات . 

هذه الصور استطاع شخص واحد ان يتقمصها جميعا وينفرد بادائها لوحده وبشكل يفوق الخيال انه ترامب بن روبن هود العبسي . 

اقراوا جيدا الوضع العام للعالم عموما وللشرق الاوسط خصوصا فانه سفك الدماء سواء بنفسه او بمن ينوب عنه من الحركات الارهابية ـ القاعدة وداعش والنصرة او الحكام العملاء ـ او يقوم هو بتوجيه الضربات العسكرية او المؤامرات الدبلوماسية مستخدما قرقوزات الامم المتحدة ، ليعلن امام الراي العام العالمي انه جاء من اجل السلام والفقراء ويملي على المنظمات التي اسست بحجة حقوق الانسان بان تصدر بيانات التاييد له والاستنكار للضحايا ، وهو بهذا حقق ما عجز عنه الصعاليك وروبن هود لانهم كانوا سابقا مطاردين من قبل القانون باعتبارهم مجرمين ، اما اليوم فانه يقوم باسوء من اعمالهم والقانون تحت قدميه ويكتسب شرعيته من مجلس الامن القرقوزي، فمن يطارد ترامب العبسي؟ 

هذه الاوضاع تجعلنا نتمعن جيدا بالهمجية الجاهلية لنرى ما ستقدم عليه القوى الشريرة مستقبلا فالشر لا يحده زمان او مكان . 

وحين سألت زوجة عروة بن الورد ذات مرة زوجها عن وجهته رد عليها قائلاً: 

ذريني للغنى أسعى فإنّي رأيتُ الناسَ شرّهم الفقيرُ 

وبالامس عندما زار ترامب السعودية قال لايفانكا 

ذريني للغنى اسعى فأسود رايت اغبى الناس ال سعود 

وتصريحاته ملأت وسائل الاعلام عندما قال على من يطلب الحماية الامريكية عليه ان يدفع وبالفعل دفعت له دول الخليج ما تحلم به الخزينة الامريكية ومصارف ترامب . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك