المقالات

العملية السياسية؛ شركة بلا رأس مال..!

2356 2018-03-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

افرزت المراحل الأولى من العملية السياسية، التي تلت تغيير نيسان 2003 ، نوعا من نظام الحكم؛ قائم على مفهوم الشراكة السياسية، وهو نوع أضطررنا اليه إضطرارا، بُعيد التغيير، لأنه أمر لا بد منه؛ كي يجد جميع العراقيين من يمثلهم في النظام الجديد.

الشراكة السياسية نظام للحكم ذو طابع مؤقت، ولا يمكن الإستمرار به الى الأبد، لأنه ينطوي على تقييد الدولة وتكبيلها بفيتوات الشركاء، لذلك نجده يتعثر كلما نمضي الى الأمام زمانيا،  في حالتنا العراقية؛ وصل تعثره في المرحلة الراهنة الى مستوى الفشل الذريع، ولم يعد قادرا على النهوض ببناء الدولة، بيد أن لهذا الفشل آباء كثير، لكنهم جميعا يتنصلون عن أبوتهم، ليبقى هذا المفهوم لقيطا لا أب له !

لم يفهم الشركاء السياسيين هنا معنى الشراكة، وحسبوها شراكة سوق، نضع رأس مالا مشتركا؛ ونعمل سوية لنقطف الأرباح، التي توزع علينا بنسبة رأس المال؛ هكذا فهم المتشاركون السياسيون "الشراكة السياسية".

يبدو هذا الفهم المبسط، مقبولا ومنصفا للوهلة الأولى، لكنه أصطدم بأن بعض الشركاء؛ لم يضعوا رأسمال مشارك في العملية السياسية، بل كانت شراكتهم من نمط شريكين، أحدهما وضع ماله وجهده وسمعته في التجارة، والآخر وضع اسمه فقط، ومع ذلك يريد تقاسم الأرباح مناصفة.

يقف هذا الشريك؛ وهو متكيء على باب "الدكان" أو جالس على دكته، فإذا لم يحصل على مناله، يعمل على أن تكسد البضاعة، ويخرب عملية البيع، عبر إفهام المشترين، بأن البضاعة غير جيدة أو "أكسباير"، وأن ثمة بضائع أجود منها عند آخرين.

بالحقيقة فإن هذا الشريك المدمر، لم يسلك هذا المنهج؛ إلا لأنه لم يكن شريكا برأس المال، لكنه شريك بفائض القيمة، وهو لا يخسر شيئا؛ أذا ما كسدت البضاعة أو تلفت، بل وحتى أذا صودرت..!

دعونا نقف عن التعبير الأخير لبرهة: حتى أذا صودرت!.. فلقد صودرت تضحيات شعبنا الجسيمة، على مذبح حريته وأنعتاقه لصالح طبقة سياسية، هي مجموعة من الدهاة والشطار والعيارين، الذين لم يضعوا رأس مال في العملية السياسية..

لقد صادر هؤلاء أنتصار شعبنا؛ على نظام القيح الصدامي وجيروه لصالحهم، مظللين الرأي العام بان جثومهم على صدورنا، متمتعين بأمتيازات خرافية، كان جهادا في سبيل الله والوطن.

ثم أنهم عتموا بقصدية واضحة، على الدماء التي بذلها المقاومون البواسل للإحتلال الأمريكي، وبعدها ها هم يعتمون على تضحيات المقاومين من أبناء الحشد الشعبي، مقللين من شأنيتها ودورها في معارك تحرير التراب الوطني، من رجس الدواعش الأشرار.

كلام قبل السلام: سبب تعتيمهم القصدي؛ أنهم يعلمون بأن للدماء أستحقاقات لابد من الإيفاء بها..لا سيما أن كثير من تلك الدماء؛ كانوا هم أنفسهم شركاء في سفكها..والحر تكفيه ألأشارة..!  

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك