المقالات

أمريكا وإيران وقواعد الرياضيات..!

1736 2018-03-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم تأت سياسة حافة الهاوية؛ التي أنتهجتها الإدارة الامريكية مع إيران، بنتائج لصالح أمريكا، بل غالبا ما كانت تأتي؛ بنتائج معاكسة لما أرادته تلك الإدارة، إذ أدى الموقف الإيراني الصلب، في مباحثات الملف النووي، الى أن يقدم الغرب بقيادة أمريكا، على القبول بحق إيران، بأن يكون لها مشروعها النووي السلمي.

الغرب وأمريكا؛ كانوا يريدون عبر الضغط السياسي والإقتصادي والعقوبات، أن تغير إيران من سياساتها في المنطقة، لكن إيران إستمرت بدعمها لحزب الله في لبنان، ولحركة حماس في غزة، ما شكل خطراً على ماثلا، على إسرائيل، ما ألجأ الرئيس الامريكي أوباما الى تعديل سياساته، والمضي قدما بمفاوضات الملف النووي، حيث بتنا بإنتظار خاتمته السعيدة، التي ستطويه وتفتح صفحة جديدة في واقع المعادلات السياسية بالمنطقة برمتها.

الحقيقة الماثلة، والتي لا يمكن القفز عليها، هي أن إيران باتت قوة إقليمية فاعلة، وهي توظف بكفاءة تلك القوة، لتأمين إستقرار المنطقة، ويعزز ذلك إمتلاكها علاقات عميقة ونشطة على مختلف الصعد، مع أغلب شعوب ودول المنطقة، وتنطلق في بناء علاقاتها؛ من كونها تمتلك إرثا حضاريا بعمق التاريخ، شأنها شأن جارها الشقيق العراق، ذلك البلد الذي شغل مثلها ثلثي التاريخ البشري، فضلا عن تميز علاقاتها مع سوريا وحزب الله في لبنان، لتشابك المواقف وتشابهها، إضافة الى تداخل المصالح والجغرافية والتاريخ..

الإدارة الأمريكية أدركت في نهاية ماراثون المباحثات الطويل، أن إيران ورغم بنية نظامها على أساس ديني واضح، إلا أنها ليست دولة منغلقة على نفسها، وأنها تتحرك وفقاً لخطوط عريضة، تسمح لها بالمناورة من جهة، والحفاظ على مصالحها، وضمان إستقراراها، فضلا عن تطور شعبها.

أمريكا أيضا؛ وصلت الى قناعة مؤداها، أن إستمرار التشدد بالمواقف مع إيران، سيؤدي الى مواقف مقابلة أكثر تشددا، وهذا ما توصل اليه الساسة الأمريكان باكرا، ولذلك بالتالي وجدوا أن لا خيار أمامهم، إلا النأي بعيدا عن هذا المسار العقيم، حتى لا يصلوا الى يوم لا يتمنونه!

إن الحصار والعقوبات لم تضعف إيران، ولم تغير في موقفها، بل زادته قوة وصلابة، جعلت الإيرانيين أكثر إعتمادا على أنفسهم، وهاهي إيران بلد صناعي كبير، وبمسارات تكنولوجية متقدمة، وكانت حصيلة العقوبات الغربية على إيران، أن المنتوجات الإيرانية تنافس مثيلاتها الأمريكية والغربية، وتطردها من االأسواق الأقليمية والدولية.

داعش؛ هذا الغول الذي صنعته أمريكا بمعونة عملائها العرب، وجدت أمريكا أن عليها أما أن تحاربه، وهي لا تستطيع ذلك بمفردها، أو أن تسكت عنه فيتغول عليها..ولذلك فلا مناص أمامها إلا محاربته ولو بمشاركة إيران، تلك المشاركة التي وجدت أمريكا نفسها مكرهة عليها!

كلام قبل السلام: في نهاية المطاف؛ وجدت أمريكا أنها إزاء مثلث عملاق، بثلاث رؤوس يعتليها كل منها؛ الروس 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك