المقالات

أمريكا وإيران وقواعد الرياضيات..!

1593 2018-03-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم تأت سياسة حافة الهاوية؛ التي أنتهجتها الإدارة الامريكية مع إيران، بنتائج لصالح أمريكا، بل غالبا ما كانت تأتي؛ بنتائج معاكسة لما أرادته تلك الإدارة، إذ أدى الموقف الإيراني الصلب، في مباحثات الملف النووي، الى أن يقدم الغرب بقيادة أمريكا، على القبول بحق إيران، بأن يكون لها مشروعها النووي السلمي.

الغرب وأمريكا؛ كانوا يريدون عبر الضغط السياسي والإقتصادي والعقوبات، أن تغير إيران من سياساتها في المنطقة، لكن إيران إستمرت بدعمها لحزب الله في لبنان، ولحركة حماس في غزة، ما شكل خطراً على ماثلا، على إسرائيل، ما ألجأ الرئيس الامريكي أوباما الى تعديل سياساته، والمضي قدما بمفاوضات الملف النووي، حيث بتنا بإنتظار خاتمته السعيدة، التي ستطويه وتفتح صفحة جديدة في واقع المعادلات السياسية بالمنطقة برمتها.

الحقيقة الماثلة، والتي لا يمكن القفز عليها، هي أن إيران باتت قوة إقليمية فاعلة، وهي توظف بكفاءة تلك القوة، لتأمين إستقرار المنطقة، ويعزز ذلك إمتلاكها علاقات عميقة ونشطة على مختلف الصعد، مع أغلب شعوب ودول المنطقة، وتنطلق في بناء علاقاتها؛ من كونها تمتلك إرثا حضاريا بعمق التاريخ، شأنها شأن جارها الشقيق العراق، ذلك البلد الذي شغل مثلها ثلثي التاريخ البشري، فضلا عن تميز علاقاتها مع سوريا وحزب الله في لبنان، لتشابك المواقف وتشابهها، إضافة الى تداخل المصالح والجغرافية والتاريخ..

الإدارة الأمريكية أدركت في نهاية ماراثون المباحثات الطويل، أن إيران ورغم بنية نظامها على أساس ديني واضح، إلا أنها ليست دولة منغلقة على نفسها، وأنها تتحرك وفقاً لخطوط عريضة، تسمح لها بالمناورة من جهة، والحفاظ على مصالحها، وضمان إستقراراها، فضلا عن تطور شعبها.

أمريكا أيضا؛ وصلت الى قناعة مؤداها، أن إستمرار التشدد بالمواقف مع إيران، سيؤدي الى مواقف مقابلة أكثر تشددا، وهذا ما توصل اليه الساسة الأمريكان باكرا، ولذلك بالتالي وجدوا أن لا خيار أمامهم، إلا النأي بعيدا عن هذا المسار العقيم، حتى لا يصلوا الى يوم لا يتمنونه!

إن الحصار والعقوبات لم تضعف إيران، ولم تغير في موقفها، بل زادته قوة وصلابة، جعلت الإيرانيين أكثر إعتمادا على أنفسهم، وهاهي إيران بلد صناعي كبير، وبمسارات تكنولوجية متقدمة، وكانت حصيلة العقوبات الغربية على إيران، أن المنتوجات الإيرانية تنافس مثيلاتها الأمريكية والغربية، وتطردها من االأسواق الأقليمية والدولية.

داعش؛ هذا الغول الذي صنعته أمريكا بمعونة عملائها العرب، وجدت أمريكا أن عليها أما أن تحاربه، وهي لا تستطيع ذلك بمفردها، أو أن تسكت عنه فيتغول عليها..ولذلك فلا مناص أمامها إلا محاربته ولو بمشاركة إيران، تلك المشاركة التي وجدت أمريكا نفسها مكرهة عليها!

كلام قبل السلام: في نهاية المطاف؛ وجدت أمريكا أنها إزاء مثلث عملاق، بثلاث رؤوس يعتليها كل منها؛ الروس 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك