المقالات

  ديمقراطية الشتيمة..!

3332 2018-04-07

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

سألته لِمَ تشارك في التظاهرات؟ قال لي: لأني أريد أن أزيح غما جثم على الصدر، أطلق صيحات ألمي، التي لا يسمعها إلا أنا، وفي أفضل الحالات يسمعها من هم بقربي!

قلت له: لكن صوتك يذوب حيث بين طيات الشتائم العالية!

قال لي موافقا: صيحتي أنتهت كما هي دوما في حنجرتي، لأن المسافة بينها وبين مصيري، بقدر المسافة بين الزفرة الصادرة من صدري وحلقي، وحين تتسلق الصيحات من الحنجرة الى الشفة، تحتاج الحرية الى توصيف جديد!

قلت له: ليس للكلمة الحبيسة من معنى، وليس للصيحات والصراخ أيضا من معنى، فهما مثلهما مثل ماء الصائمين تذهبان سراعا ولن تعودا، ولذلك هل يمكن أن نحترم من يُستخدمون كرأس حربة، للهجوم بالسّبّ والشّتم نيابة عن محرّكيهم، الذين يحركونهم كدمي في مسرح العرائس، أو كقطع مصغرة في رقعة الشطرنج؟!

قال لي: سأحكي لك قصة؛ حينما عدت من ميدان التظاهر الى بيتي غفوت، كنت بالحقيقة أراجع نفسي؛ وأستذكر عمري فيم أفنيته؛ متصيدا مساحات النقاء، وفي غفوتي سألني ضميري مؤنبا، هل سمعت الشتائم؟! قلت لضميري: نعم وأنا أيضا شتمت!

ثم أردف قائلا: صحوت فإذا بي أمام كارثة، إذ أن ضميري بات مثقبا، وشككت أن ثلثيه قد ضاعا، مع ما أضاع الشتامون من حقنا!

ومضى يقول وهو يدخن السيكارة تلو الأخرى: لم يغادرني ضميري لحظة، بقي يسألي بكم وافر من الأسئلة، معظمها ستبقى بلا إجابات، ليس لأنها صعبة، بل لأن معظمها من النوع السهل الممتنع، الذي لا يحتاج الى تبريرات سطحيّة مخجلة!

ثم قال: قال لي ضميري مرة أخرى وثالثة ورابعة: هل أن الشتيمة شجاعة؟! قلت لضميري: بلى!..قال لي الضمير: تبا لك؛ إنها شجاعة الحمل الذي يشتم الذّئب من فوق صخرة عالية!، قلت له: ولكن السلطة تمترست خلف الكتل الكونكريتية، قال لي: وهل كانوا يشتمون السلطة؟! قلت له ياضميري: إن الذين شتموا، إنما شتموا وفقا لما أباحه لهم الدستور، فحق التظاهر مكفول، قال لي: بلى؛ هنيئا لكم بدستور الشتيمة!

بعد أن أنهى صديقي سرد حواريته، مع ضميره الذي كان أكثر وعيا منه؛ قلت له إسمع يا صديقي: إن الشتامين بالحقيقة أدعياء معارضة، يكمن الجبن في أعماقهم، رغم الأقنعة التي يختفون ورائها! فالجبن كامن في تناقض أفكارهم وتذبذب آرائهم، فما يتشدّقون به في العلن، يتناقض وما يثرثرون به الجلسات الخاصّة، وعبر رسائل الفيسبوك والموابيل، في رسائلهم ومقالاتهم المنشورة بأسماء مستعارة، وبحسابات الفيسبوك بأسماء فتيات!

كلام قبل السلام: التظاهر والتظاهرات والمتظاهرين، صرخات نقية بوجه الظلم والفساد، وسرقة قوت الشعب، والشتيمة ليست من النقاء بشيء!

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك