المقالات

عندما يتجرد الإنسان من إنسانيته

3160 2018-05-04

 

 

أصبح الأمر معتاد عليه بل أصبح من مسلمات الإمور عندما نقترب من موعد الانتخابات تعلو الأصوات وتنشر البيانات وتبدأ التصريحات انتخاب المفسدين أفضل من عودة البعثين ، وتبدأ عملية التذكير بجرائم البعثين ونظامهم الدكتاتوري التعسفي ، وتستمر هذه الدورة القذرة في تخويف المواطنين من بعبع البعثين حتى يبقى المفسدون يتنعمون بما يسرقون من خيرات العراق بل دمروا كل شيء في العراق ، حتى أصبح المواطن العراقي فاقد الوعي أو كالسكران ماذا عساه أن يفعل وكيف يختار في اصعب عملية انتخابات وأخطرها ، كيف يتخلص من المفسدين وهم يقبعون في قمم القوائم وكيف يختار الأفضل وهو يخشى من فقدان الصوت

وبالتالي يتخوف من عودة البعثيين ومن ثم جرائمهم التي يندى لها ضمير البشرية ؟؟؟،هذا الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الساحة العراقية جميعه نتاج مجموعة من السياسيين الذين تجردوا من إنسانيتهم وضميرهم وأصبح كل همهم البقاء في السلطة ومن ثم سرقة الخيرات والثروات وحب السيطرة والتسلط ،حتى جعلوا العراق أسوء نموذج يطبق الديمقراطية وأثبتوا للشعوب على أن الذي يسعد الشعوب ليس نوع النظام الذي يطبق بالحكم بل المهم نوع الإنسان وما يستعمله من أدوات في تطبيق ذلك النظام ، بل جعلوا أرقى نظام ( النظام الديمقراطي) يطبق في الحكم الى أسوء نظام بل أخطر نظام في إدارة شؤون الناس ،

عندما سيطر المفسدون على الحكم وجعلوا جميع مفاصل الدولة تحت قبضة فسادهم من سلطة قضائية وسلطة تشريعية الى السلطة التنفيذية ، ولم يتركوا اي وسيلة للمواطن أن يتحرر من قبضتهم وحتى صناديق الانتخابات صمموها على أن لا تخرج إلا اسمائهم ، وأصبحوا من الفساد وسوء الأخلاق وسقوط الذات وعدم الخوف من المحاسبة أن يصرح جميعهم بفساد أنفسهم بل جميعهم ينادون بمحاربة الفساد (أنفسهم) ، أيوجد مهزلة في التاريخ مثل هذه المهزلة وهل توجد خيانة للضمير والدين والوطن مثل هذه الخيانة ، يسرقون ويدمرون بلد يتأمل شعبه به والملايين من شعوب العالم الملاذ لأحلامهم المسروقة بل حطموا حلم الملايين من الشهداء والمضحين والمتضررين حتى غطوا على جرائم البعثيين وجعلوا الشعب ينساها نتيجة دهشته بفساد حكم من كان يرجوا منهم العدالة والسعادة ، هذا العراق الواعد الذي كنا نتفاءل به أن يكون عروس الشرق الأوسط بل العالم بما يحمل من خيرات وثروات طبيعية وبشرية وحضارية بالإضافة الى الدينية ،

فتشخيص الأخطاء ورفض الظلم والفساد مبادئ وقواعد الحياة الكريمة السعيدة التي أرادها الله سبحانه وتعالى لنا أن نحياها ، فرفقاً بشعبكم فلا تخوفوه من بعبع البعثيين حتى ينتخب الفاسدين بل أهدوه الى طريقة يتخلص بها من الفاسدين والبعثيين ويعيش حياة كريمة وسعيدة كباقي شعوب العالم ، فأسوء شيء في الحياة عندما يتجرد الإنسان من إنسانيته ويستعمل المبادئ الصادقة لتحقيق أهدافه الفاسدة . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك