نعم كل جهة وحزب وكتلة وحتى مواطن يفسر البيان وفق ما يرغب هو وقد يكون صحيحي او بعض الصحة او خطا جملة وتفصيلا ، وهذا ايضا ينطبق علينا عندما ساذكر قراءتي للخطبة الثانية أي لبيان المرجعية وحقيقة ارى ان البيان مهم جدا من حيث لجم افواه الذين شككوا كثيرا بمواقف المرجعية السابقة ، ومواقف المرجعية نلخصها بما اشرت اليه في بيانها "ومن هنا أصرّت المرجعية الدينية على سلطة الاحتلال ومنظمة الامم المتحدة بالإسراع في اجراء الانتخابات العامة لإتاحة الفرصة امام العراقيين لتقرير مستقبلهم بأنفسهم، من خلال اختيار ممثليهم المخوَّلين بكتابة الدستور الدائم وتعيين اعضاء الحكومة العراقية" ، هذه المواقف التي شكك فيها البعض ممن كانوا على جهل او امعة لاجندات خبيثة فحملوا المرجعية الثغرات الدستورية واداء الكتلة الفائزة بالانتخابات وتاكيد المرجعية على ضرورة المشاركة في الانتخابات ، وسائل الاعلام الممول لعبت دورا في شحن النفوس المريضة للتهجم على مواقف المرجعية ، واليوم ضمن بيان المرجعية جاءت هذه العبارة التي ترد على هذه الاقاويل الفاسدة فقد ذكرت المرجعية :" واليوم وبعد مرور خمسة عشر عاماً على ذلك التاريخ لا تزال المرجعية الدينية عند رأيها من ان سلوك هذا المسار يُشكّل ـ من حيث المبدأ ـ الخيار الصحيح والمناسب لحاضر البلد ومستقبله"
هذا الرد جاء تاكيدا للمسار الذي رسمته المرجعية للنهوض بالبلد ، واما الابواق التي زمرت وزمجرت ضد هذه المواقف للمرجعية فقد اشار لها الشيخ الكربلائي في الخطبة الاولى وصنفها الى ثلاث طبقات بالقول الاولى الطبقة المتنفذة في المجتمع بسبب تنفيذها وتسلطها في المجتمع بسبب اما موقعها السياسي او المالي او الاجتماعي او الاقتصادي او الاعلامي والتي بسبب ذلك تسلطت على مختلف شؤون الحياة للناس وهذه الطبقة هي الاكثر تمرداً ورفضاً، والثانية هي الطبقة الجاهلة او غير الواعية التي ليس لديها الوعي الكافي والنضج الكافي بالحركة الاصلاحية والاجواء التي تحيط بها وهؤلاء الذين ينساقون ويسيرون وينعقون خلف كل ناعق، خصوصاً مع وجود الوسائل الاعلامية القادرة على التضليل، والثالثة وهي الطبقة التي تتحكم فيها الاهواء والشهوات والامزجة الشخصية وهذه الطبقة احياناً تسير خلف نزعاتها القومية او العشائرية او الطبقة التي تكون اسيرة لفكرها في الماضي ولا تقبل أي نقاش في هذا الارث الفكري الماضي لها.... وحقيقة هو تشخيص دقيق لهؤلاء الشرذمة الذين اربكوا الشارع العراقي وتمكنوا من ضعاف الايمان والنفوس في التقول باقاويل بعيدة عن الحق والاخلاق على المرجعية .
فالخلل بالتنفيذ وليس بالمنهج والمصلح ، فالذي حصل كالذي يصف له الطبيب الدواء لمرضه فيتناول غيره وعندما يزداد المرض او يؤدي بحياته يتهم الطبيب .
واما اهم ماجاء في البيان من وجهة نظري فانه المفتاح السحري للمعضلة العراقية والذي اذا تحقق فان بقية المطالب التي ناشدت بها المرجعية المعنيين، يمكن ان تتحقق وبسهولة، وجاء هذا التشخيص الرائع بالقول :" ولكن من الواضح ان المسار الانتخابي لا يؤدي الى نتائج مرضية الا مع توفر عدة شروط، منها: أن يكون القانون الانتخابي عادلاً يرعى حرمة اصوات الناخبين ولا يسمح بالالتفاف عليها" هو لا غيره فان عدالة الانتخابات تؤدي الى عدالة الخيارات والى عدالة استلام المناصب والى تحقيق كل المتطلبات التي تؤمّن حياة كريمة للعراقيين .
اخيرا بقى لدي تساؤل بريء لماذا المرشحين المجربين لا تكون دعاياتهم انجازاتهم بدلا من وعودهم؟
https://telegram.me/buratha