المقالات

قحوف السياسة وغنائم الساسة..!

2926 2018-05-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

في الثاني عشر من أيار 2018، سنكون بمواجهة "تطبيق" ديمقراطي جديد، هو السادس في لجربتنا السياسية الجديدة، التي أطلقت عمليا في مثل هذا اليوم من نيسان 2003، حينما أُزيح كابوس الفردانية وحكم الحزب الواحد؛ هذا التمرين أو "التطبيق" الجديد، يحتاج الى "إعدادات" خاصة، و"برنامج" يتوفر على "خصائص" و"ميزات"، تتناسب مع "حجم" التحديات.

الدعاية للإنتخابات النيابية الحالية، بدأت هذه المرة بشكل مبكر، ربما أبكر كثيرا من توقيتات الأنتخابات ذاتها، فقلد بدأت حروب السياسة بمختلف أشكالها، لا سيما مع فقر الثقافة السياسية، التي تنطوي فيما تنطوي عليه، على أحترام القوى السياسية بعضها البعض، وأن تنظر الى المال العام بقدسية، وبالأخص تلك المشتركة في الحكومة..

مؤشرات ومعطيات الأيام التي مضت، وهذه الأيام، وربما أيام ما بعد الأنتخابات؛، تثبت لنا أن أيسر سبيل في حروب الساسة، لكي تبدو بيوتهم عالية، فإنهم يعمدون الى هدم بيوت غيرهم، لا أن يزيدون في بيوتهم علوا، ولذلك ووسط هذا الصخب الدعائي والإعلامي المبكر، نشطت حروب الساسة البينية، وسنسمع أو بدأنا نسمع، ما تشيب له رؤوس الولدان.

لقد أنجزنا ومنذ التاسع من نيسان 2003، أشياءا كبيرة، فلدينا دستور صالح لبناء دولة مؤسسات، لكن جرى الإلتفاف عليه؛ وتعطيله بوسائل سياسية، كما أننا أنجزنا عدد من تمارين الديمقراطية، كان يمكن أن تؤهلنا لأن نمضي قدما، في عملية سياسية قائمة على هذا الأساس، لكن التوافقات السياسية لعنة الله تعالى عليها، وعلى من أوجدها وعلى من ثبتها منهجا للحكم؛ منعت التأهيل.

في العرض؛ أننا بتنا أكثر وعيا بأن صناديق الاقتراع، أفضل طريق لتغيير الأوضاع في العراق، وتأكد لنا أن البديل عنها، واحد من ثلاثة بدائل، ليس فيهما واحد ليس مرا، الأول هو أن يبقى الوضع على حاله، وسنذهب بأرجلنا الى خراب أكثر، والثاني أن يحمل جميع العراقيين خناجرهم بأحزمتهم، والثالث أن يتحكم بنا ثلة من السياسيين؛ يتقاسموننا غنائم!

في العرض ايضا؛ ثمة أصوات تعمل على جرنا، الى متاهة الإضطراب الدائم، من بينها تظاهرات ومقالات وكتابات، وتصريحات هنا وهناك، لكن أخطرها ما يتحدثون به، عن عدم شرعية العملية السياسية برمتها.

في هذا الصدد، ولأننا دولة تسير حثيثا بإتجاه الديمقراطية؛ فلكلً الحق أن يقول ما يشاء، ويصرح بما يشاء، لكن ليس له أن يتصرف؛ على أنه وحده من يمتلك الحقيقة!

في الأنتخابات الحالية؛ سنواجه تحدي تحديد الهوية، الذي بقي صلبا صلدا صمدا، لم يتزحزح عن مكانه، وسيبقى قائما ما بقي العراق،  وبعد كل الذي مضى؛ من عمر تجربتنا السياسية، فإننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى تحديد هوياتنا، لأن أي منا يمتلك عددا من الهويات الفرعية، التي يقف عاجزا في أحيان كثيرة؛ عن تحديد أولوياتها، لعدم إمتلاكنا مهارة الاختيار واختبار البدائل، واتّخاذ موقف واضح ومعلّل.

في هذا الصدد، لعل الإنتخابات واحدة من أهم وسائل بناء الهوية، وتحديد قيمها، وبناء منظومتها، وتأصيل أولوياتها.

كلام قبل السلام: السنوات التي مضت، لم تمض سدى، فقد كنا فيها في مختبر كبير، تكسرت فيه على رؤوسنا كثير من "قحوف السياسة"!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك