المقالات

لماذا تم إحراق ميثاق الشرف الأنتخابي؟!

3371 2018-05-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

قبل وقت قصير من بدء الحملات الدعائية؛ للأنتخابات البرلمانية الحالية، وبدفع من أطراف طيبة النوايا، بعضها أممي وبعضها الآخر دولي، تداعت القوى السياسية لتوقيع ميثاق "شرف" أنتخابي، ضمته تعهدها بتنظيم حملات دعائية "نظيفة"، لا يشوبها التسقيط السياسي، لكنها جميعا وبلا أستثناء، أحرقت أوراق هذا الميثاق، حتى قبل أن تبدأ حملاتها الدعائية..فما أسباب ذلك؟!

 أحاول هنا أثبات حقيقة لا يمكن القفز فوقها، هي أنه وبعيدا عن الأستبداد بالرأي وثقافته، سنجد غالبا لأوجه الاختلاف منطقيتها ومسوغاتها، لكن ليس على طريقة إختلاف "أولاد الفيسبوك"..!

الأختلاف شأن إنساني بديهي، وأنه من مقتضيات التكوين البشري، بدءا من الفرد وإنتهاءا بالأممـ مرورا على كل موارد الأختلاف، من أديان وعقائد ومذاهب، وأفكار وفلسفات ورؤى..

 يكاد من المستحيل؛ تحقق وجود شخصين متفقين بنسبة تفوق النصف، وفي بحث العلماء والمختصين عن علل الإختلاف، ذهبوا مذاهب شتى، وتاسست مدارس فكرية كبرى، وخرج الفلاسفة والمنظرون علينا بنظريات، تحاول جميعها إيجاد تبريرات للإختلاف، بقراءة أسبابه ومسبباته ونتائجه، لكنها ما استطعت الوصول الى نتائج حاسمة...

غير أنها جميعا فشلت؛ بتقصى أسباب وخلفيات الاختلافات بين البشر، بأنواعها العقائدية والعقلية والثقافية، والنفسية والنفعية والذرائعية، وأدى البحث في الإختلاف، إلى الدخول في إختلافات جديدة، نتيجة التنازع على التوصيف والأولويات!.

أنحسرت بشدة ثقافة الحوار والاختلاف، ومنذ الربع الثالث من القرن الفائت، تقلُّصت ألوان الحوار المجتمعي، وفي السنوات الأخيرة؛ حلت محلها ثقافة الفيسبوك، المتسمة بفرض الآراء، معبرة عن ثقافة الصوت الواحد، واللون الواحد التي لا تقبل الاختلاف، وغابت الحوارات عن شتى المجالات السياسة أو الاقتصادية، أو الاجتماعية أو الثقافية، وحتى الأدبية منها.

ضعف ثقافة الحوار؛ وانعدامها في كثير من الأحيان، بائن ليس فقط في بنية الأنظمة الحاكمة، بل في بنية التوجهات والحركات والمنظمات السياسية، التي نتجت أساساً عن صراعات لا عن حوارات! وسرت عدوى ذلك بين الأفراد، الذين تحولوا إلى وقود للصراعات العرقية والطائفية، بعدما تحولوا الى صدى ووعاء، يتلقى التوجهات الفكرية والسياسية، التي تنتجها الأنظمة أو الحركات السياسية والفكرية القائمة، دون أي تفاعل معها أو تأثير فيها...

مع هذه النتيجة ثمة نتيجة أخرى، هي أن كثير من المتعارضين، ينزعون إلى سياقات الخيانة والمؤامرة، والبلادة والحماقة، والجمود والرجعية، لتعليل الإختلافات.

والنتيجة أنهم يرتكبون إثما وجريمة، بحق أنفسهم قبل غيرهم، لأن إشاعة ثقافة الأتهام، والتخوين والتأثيم للمخالفين، لن تؤدي إلا الى؛ مواقف مقابلة مشابهة أو أكثر تشددا..

هل يمكن أن نتوقع من غير الشريف المحافظة على الشرف؟!

كلام قبل السلام: علامة العيب، أن يفتش المرء عن عيوب الآخرين وينسى عيبه!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك