بلا استثناء كل العتبات المقدسة تكون ادارتها ادارة خاصة وتختلف عن ادارة اي مؤسسة في العراق وحتى العالم ، ولاخص منها العتبة الحسينية المقدسة كنموذج، هذا ناهيكم عن المكانة الروحية والعقائدية لهذه العتبات المقدسة .
المؤسسات في العالم تكون متخصصة الانتاج اي انها صناعية او تجارية او زراعية او خدمية ونادرا جدا عندما تجمع شركة ما تجمع صنفين ، ولكل تخصص مدير بعقلية خاصة بها .
العتبة الحسينية المقدسة لها نشاطات بمختلف الاتجاهات من حيث الناتج والمستفيد ، في العراق حتى سنة السقوط المعروف عن العتبات المقدسة خدماتها انارة العتبة وتشغيل التبريد والكشوانية بفلوس وان كانت طوعية غير هذه الخدمات لاتقدم للزائر الكريم .
بعد السقوط عملت العتبة التي يقف على راس الهرم الشيخ عبد المهدي الكربلائي على اقتحام اكثر من مجال وهذا يعني لكل مجال حساباته الخاصة فالخدمة المقدمة ماهي وكم تكلف وما نوعها وجودتها وحجم المستفيدين منها ، والخدمة هذه بحد ذاتها اكثر من صنف ، مبيت ، اطعام ، مغاسل ، ثقافية ، طبية ، زراعية، صناعية الاغلب فيها مجانا والاقل تعاوني صرف ، واقتحمت مجال الزراعة لتساهم بسد حاجة السوق المحلي منها اي ان لهذه الزراعة ادارتها الخاصة وحساباتها المالية الخاصة من حيث الصرف والبيع .
على المستوى الثقافي فيه عدة فروع ، اعلام بكل اصنافه ، مؤتمرات ، ندوات ، مراكز ثقافية ، قرانية ، ولكل مؤسسة ادارتها الخاصة ، مدن الزائرين التي تضمنت عدة خدمات بين المجانية والتعاونية ولها ادارتها الخاصة ، والسياحة بين المجانية والتعاونية . المقاولات الانشائية اخذت مجالها الواسع في اعمار العتبة وانجاز مشاريعها ، المستشفيات والمراكز الصحية ، المدارس ، ذو الاحتياجات الخاصة ،
كل صنف له ادارته الخاصة وحساباته الخاصة ، وتنتهي جميعها عند الشيخ عبد المهدي الكربلائي ليتابعها ، وهنا كيف يمكن ادارتها فان لكل قسم طبيعة عمله الخاصة ، فهي ليست تجارية حتى يمكن معرفة المبيعات والمشتريات والفرق هو الناتج ، وليست خدمية صرفة بتمويل يمكن تحديد الخدمة وتناسبها مع المصروف والمستفيد ، وليست ثقافية حتى يمكن معرفة مدى تاثير الوسائل والبرامج الثقافية في تثقيف المجتمع ، فلكل قسم رؤيته الخاصة وتكون ادارة الشيخ الكربلائي مقسمة بين هذه المجالات وبمؤازرة السادة المسؤولين من الامين العام ونائبه ومجلس الادارة والمسؤولين البقية ولكن يبقى المهم والمميز في هذه الادارة اننا لا نستطيع ان نقول عنها تجارية او صناعية او ما شابه ذلك .
فان حدث اخفاق هنا او هناك ومن ثم تمت معالجته فانه امر طبيعي فليس الكل بمستوى عال من الكفاءة وحتى وان كانوا ذلك فالاخطاء والهفوات لابد منها فليسوا بمعصومين ، ولكنهم يسارعون في معالجة ما قد يعترضهم من كبوة .
وهنا المشكلة فالبعض ينظر الى العتبة من زاوية تخصصه ، فهذا ينتقد او يمتدح الجانب الخدمي فقط متجاهلا بقية النشاطات واخر ينظر الى الجانب الصحي وغيره ينظر الى الاعمار ، وثالث يبحث عن الاستثمار وهكذا ، بينما لو نظرنا الى جميعها بنظرة شمولية سيثبت لنا حجم الجهود المبذولة من ادارة العتبة من اجل تقديم كل هذه الخدمات .
شيء مؤسف اذا حدث خطا في مستشفى تابعة للعتبة تبخس خدمات العتبة كلها في هذا المجال ، تبخس الخدمات المجانية الكبيرة والرائعة التي يقدمها مستشفى سفير الحسين عليه السلام الذي اجرى عشرات الالاف من العمليات صغيرة وكبرى وفوق الكبرى وكلها مجانا .
منتسب يخطأ في خدمة زائر ، فيشتم وتبخس جهود العتبة التي وفرت اطعام وسكن ومغاسل لملايين الزائرين مجانا ومدن الزائرين تشهد على ذلك ، وهكذا بقية المجالات .
نامل ان تكون النظرة الى خدمات العتبة شاملة لكل ما تقدم ولولا العتبتين الحسينية والعباسية لكانت كربلاء مثل كربلاء قبل السقوط
https://telegram.me/buratha