المقالات

الاستعمار الايراني والاستعمار الامريكي


 

الاستعمار كلمة تدل لغويا على الاعمار ولكنها سياسيا كلمة بغيضة تدل على الذل ، ودائما الاستعمار سابقا كان عسكري بحت اما اليوم اصبح سياسي واقتصادي وحتى اجتماعي ، واخذ يلبس جلباب الدبلوماسية والقانونية ، وتبقى النوايا الخاصة بمن يستعمر الاخر هي على راس الاولويات التي يروم تحقيقها المستعمر . 

اليوم نعيش زمن الاستهتار و( البلطكة) مع الغباء والعملاء والجبناء وللعربان الاغلبية بل حتى يدفعون لكي تهان كرامتهم ، والاسلام دائما يشفع له تدخل رب السماء لان الاسلام هو رسالة السماء ، اي العدو الصهيوني الى زوال 

البيت الابيض والاصح الاحمر والخليط بالاسود بدات سياسته تظهر وبشكل علني وليس بقلة حياء بل انعدام الحياء في مواجهته لايران ، وقراءة للمشهد السياسي والعسكري في المنطقة فاننا نرى ان ايران تدخلها في الدول التي تدعيها امريكا لاتساوي 10% من التدخل العسكري والسياسي الامريكي في العالم فيكفي ان التعداد الكامل للقوات الأمريكية، بما فيها الفاعلة والاحتياط والمدنيين في كافة أنحاء العالم والولايات المتحدة، مليونين و877 ألفاً و620 ، في الخارج تنتشر القوات الأمريكية في 800 قاعدة عسكرية و177 دولة تقريباً، بينما ايران وحسب الادعاء الامريكي ان القوات الايرانية تتواجد في سوريا والعراق وتسيطر على القرار في اليمن ولبنان وبعض الشيء في افغانستان ، والفارق بين الاستعمار الايراني والاستعمار الامريكي ان ايران تدخلت بشكل رسمي وبطلب من حكومات تلك الدول وغاية تدخلها لدرء الخطر القادم بسبب الاستعمار الامريكي ( المستهتر) الذي يتدخل في المنطقة عنوة ومن غير ضوابط قانونية او دولية لان اصلا المنظمة المعنية في هذا الامر بما لها وما لديها تحت حذاء الرئيس الامريكي . 

لا احد يختلف على التهور الترامبي ، ولكن هذا التهور مدروس ومخطط له ايام اجرام بوش الاب ، الذي هيا المنطقة بعد فشل ريغان في احتواء الثورة الايرانية . 

نعم المنطقة ترفض الاستعمار الايراني ولكن ماهي المخلفات السلبية للتدخل الايراني . ولو لم ترسل امريكا اجندتها الارهابية لما تدخلت ايران ، ولكنها ارسلت هذه الاجندة لكي تتحجج على ايران التي ضربت الوجود الصهيوني بالحذاء حالما سقط الشاه لترفع العلم الفلسطيني على بناية الصهاينة ، وهذا جرح عميق لا يندمل مهما كانت ضمادات مجلس اللوردات البريطاني ( اخبث مجلس على وجه الكرة الارضية ) . 

هل يعلم عرب الخليج وبقية المسلمين الى ماذا تقودهم امريكا ؟ هل ترضون ان تتجرد كل المنطقة من الاسلحة التي تدعي امريكا انها محظورة بينما في فلسطين المحتلة ترسانات منها ومن الاسلحة الاشد فتكا ، وهذا ليس تكهنا بل استخدموها ضد الفلسطينيين وحتى في سوريا بغية اتهام القوات السورية ، ولكن العالم اغبر اخرس وغارق بالنذالة وهو يرى الانسان يموت بين التفجير في المناطق الاسلامية والمجاعة في افريقيا . 

نعم ايران تحمل فكر وعقيدة لاتساوم على الباطل ، نعم يوجد استعمار ايراني في العراق وسوريا ، ولكن من يضمن السلام في المنطقة طالما الكيان الصهيوني والوهابية تتنفس على وجه الارض؟ 

لم تستطع امريكا مجاراة ايران سياسيا او دبلوماسيا او عسكريا عبر منظماتها الارهابية في المنطقة ، ففشلت وخسرت خسارة فضيعة ، فما كان منها الا اللجوء الى الاستهتار الذي هو ليس من شيم الذي يحمل ثقافة اهل البيت عليهم السلام التي تؤرق ابن سلمان كثيرا ، فيكفي انه قلق جدا من فكرة الامام المهدي عليه السلام ( ياراجل ان كان خرافة على ايش انت قلق ). 

اسمعوا جيدا امريكا الان تحلم بمؤامرة الربيع الفارسي بعدما نجحت بمؤامرة الربيع العربي ، اي الضغط اقتصاديا على ايران عسى ان يتحرك الشعب الايراني ضد حكومته ، ولايعلم ان الولاء الايراني لوطنه يكون من اولوياته ولا يقدم على اي عمل ينال منه، ولربما هنالك من يثني على الدكتاتوريات العربية التي تساقطت بسبب الثورات على ان الحال في عهدهم كان الافضل، فاعلموا ما انتم عليه الان هو بسبب تخطيط عقول اولئك الدكتاتوريات العفنة التي اوصلت حالكم الى ما وصلتم عليه الان . 

الضعف العربي اوهن من بيت العنكبوت لدرجة ان بعض الدول وبكل وقاحة تؤيد ان القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ويكفي العرب عمالة والمسلمين نذالة ان لديهم اسلحة اقتصادية ترفع راسهم وتصون كرامتهم الا ان اسلحتهم هذه منحوها للمتهور ترامب الذي يتحدث علنا وبكلمات نابية وسخيفة عن حكومات المنطقة بما فيهم الحكومة العراقية ، ولكن الخرس اصاب السنتهم بسبب فقدان الكرامة . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك