المقالات

في ذكرى من أنتج مصطلح الإحياء الديني..!

1997 2018-06-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ثمة مسارين لفهم مصطلح الاحياء الديني، الأول يقول: أن احياء الدين يتطلب العودة الى الماضي، مع تجاهل ظروف العصر الحديث، ومتطلباته ومشاكله ومستجداته، فيما يرى الثاني: أن العودة الى الماضي، يجب ان تكون مقرونة بفهم حقائق الحاضر، الزمانية والمكانية ومستجداته.

وجهة نظر الإمام الراحل السيد الخميني، إنصبت على النمط الثاني، اذ حاول قدس سره، التعاطي مع المشاكل الراهنة للمسلمين، وسعى الى حلها أو معالجتها، وفق القيم والشريعة الاسلامية، من دون تجاهل الواقع المعاش للمسلمين.

يقول الإمام الخميني (قد): ( حين رفع شعار فصل الدين عن السياسة، وأصبح الفقه في منطق الجهلة، هو الاستغراق في الأحكام الفردية والعبادية، ولم يعد يسمح للفقه أن يخرج عن هذا الإطار، ويتدخل في السياسة وشؤون الحكم، عند ذاك أصبحت حماقة العالم، في معاشرة الناس فضيلة.

وعلى حد زعم بعضهم؛ يصبح العلماء موضع احترام وتكريم الناس، حين تستولي الحماقة على كيانهم، بينما كان العالم السياسي والعالم النشيط، يعتبر إنسان مدسوسا، ومن القضايا التي كانت منتشرة في الحوزات ،اعتبار كل من يسير منحرفا أكثر تدينا، فيما أصبح تعلم اللغات الأجنبية كفرا، وتعلم الفلسفة والعرفان ذنبا وشركا..ولاشك عندي؛ بأنه لو استمرت هذه السياسة، لأصبح وضع العلماء والحوزات، كوضع كنائس القرون الوسطى).. إنتهى النص

هكذا عملت التجربة الإيرانية؛ على نقل الموروث الفقهي الإسلامي، سيما ما مرتبط بما أسسه أهل البيت عليهم السلام، من عالم التنظير إلى عالم الواقع، مستفيدة مما توصل إليه القانون الدستوري، والتجربة الديمقراطية للبشرية.

مع أن هذه التجربة معرضة للنقد والمراجعة، إلا أن  الإمام الراحل "قد" ،عمل بجد لإقامة دولة مؤسسات، وترسيخ أساس حاكميه القانون؛ وأخيرا اشتمل الدستور على تصريح لا لبس فيه، بكون الشعب سيد الدولة، وأن مشروعية السلطة، مستمدة من التفويض الشعبي.

لا بد من العودة إلى أصل تجربة الإمام الراحل في الحكم، فإشغال الإمام الخميني لموقع قائد الجمهورية الإسلامية في إيران، وتوليه المتزامن لمقامي 'المرجعية' و'ولاية الفقيه'، وضع الفقه السياسي الإسلامي، مرة أخرى أمام استحقاق، تطبيق ما جاء في النصوص الإسلامية المقدسة، سواء ما ورد منها في القرآن الكريم، أو ما ورد في السنة النبوية المطهرة، أو ما هو ثابت عن أهل البيت عليهم السلام.

 استحقاق بدا للوهلة الأولى مستحدثا! لطول غياب الأمة عن حقها، في أن يحكمها من يتبع الشريعة المقدسة، مع أن الشريعة؛ التي نقف أمام ربنا خمس مرات يوميا، لم تقل في نظام الحكم غير " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ"..

كلام قبل السلام: تبا لعقل يبحث"أولي الأمر منكم"، في الحكام الطغاة والفاسدين والمستبدين، ويترك أهل بيت النبوة صلواته تعالى عليهم أجمعين..

سلام....

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك