المقالات

الخرافة نشأت حين تخلى الأمراء عن وظيفتهم!

2538 2018-06-20

أمل الياسري
روي أن إبن عياض كان قد تعلق بأستار الكعبة موسم الحج، متوسلاً العلي القدير، بأن يصلح أحوال الأمراء والعلماء، فسأله أحدهم وكان عالماً: ويحك، أتدعو للأمير بالصلاح، فأجابه: (نعم إنْ صَلُحَ صَلُحْنُا، وإن فَسُدَ فَسُدْنُا)، وهذه القصة تنطبق على أوضاع بلدنا الجريح، فجميع العراقيين متعلقون بأستار المرجعية الرشيدة، حيث بُح صوتها من كثرة مطالباتها، بالضرب بيد من حديد على الفاسدين، ولكن كيف يتم القضاء على الفساد والمفسدين، أبدعاء إبن عياض، أم بكلمة يكتبها الإصبع البنفسجي؟!
خرافة (القائد الأوحد) نشأت، عندما أصبح الأمير مجرد حاكم لجباية الأموال، متناسياً مفهوم كونه خادماً ومرشداً، وحافظاً للرعية في كل أمورهم، لذا يجب التفكير للحظة، أن المصانعة والمهادنة مع الفساد تعني نهاية كرسيه، كما أن أباطيل الطغاة مهما حاولوا نشرها، فستصنع منه بطلاً ورقياً ملطخاً بدماء الأبرياء، فمحنة كبيرة أن يكون جزء من أبناء البلد خونة يسعون في خرابه، عليه مسألة تغيير الوجوه الكالحة، باتت من ضرورات العملية الإصلاحية، وسننتصر إذا آمنا بعراقنا كوطن للجميع. 
هناك حقائق يجب الإلتفات إليها في ديمقراطيتنا الغريبة، منذ عام(2003) وحتى الآن، أبرزها أن حياة الكراسي أثمن من أرواحنا، وطريقة الدستور المكتوب بإسم الديمقراطية، والحكم به غير ديمقراطي، ففيه أخطاء غير قابلة للتصديق، وكأن شعار مكافحة الفساد بات إسماً يلائم الأغلبية على الساحة، فهناك كُثرٌ ممَنْ يقدسون المرجعية، لكنهم لا يلتزمون خطوطها، فما حلٌّ يسعنا إلاّ أن تتنفض صناديق الإقتراع، من أجل إزالة الفقر على يد الشباب، فهم ذخيرة الحاضر لمشروع دولة تحتضن جميع المكونات.
مفاتيح الجنة ليست في جيوبنا، ولسنا ندعي الكمال، ولكن المشروع المتكامل والرؤية الواقعية، حول ما يحتاجه المواطن في هذا الظرف العصيب، تجعلنا نؤمن بقدرتنا على تجاوزر التحديات الراهنة، والإستعداد لمرحلة ما بعد داعش، لأن أبوابنا مفتوحة للجميع، ومهم جداً أننا لن نتراجع، بل دائماً ما نراجع، لكي يتحول الشارع العراقي، لكتلة وطنية واحدة بإتجاه النصر، فمعركتنا معركة وطن ووجود، وقد أثبت العراقيون للعالم أجمع، بأنهم متسلحون بعقيدة لا تنكسر، ذا فلن يُهزموا لأنهم حسينيو البقاء. 
الخرافة هي أن يصدق السذج، أن داعش جاءت بدولة خلافة إسلامية، تعيد لهم هيبتهم الجاهلية، عليه نحن نذكر رجال الملحافظات، التي إستباحتها جرذان الصحراء، أنكم تخليتم عن مهمامكم الوطنية والأخلاقية، وإرتضيتم لأنفسكم السكوت والتفرج، ولولا كلمة سبقت من ربك (إعلان الفتوى الجهادية)، لساخت أراضيكم بمَنْ فيها وما عليها، فعووا الدرس جيداً، وأصلحوا أمركم لإصلاح مجتمعكم الذي إنتخبكم، ولا تجعلوا أعمالكم مجرد خرافة، يتناقلها أصحاب الفضائيات، والفرصة ما زالت قائمة لتنهضوا من جديد، فالعراق لجميع العراقيين. 
العالم يعرف أن العراقيين وما قدموه من تضحيات جسام، إنما هم يدركون الى أي عقيدة وثقافة وتأريخ ينتمون، لذا فهم لم ولن يترددوا في مواجهة داعش أو غيرها، للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات،مع أن الأعداء يتربصون بنا السوء، لكن أبناء الحشد المقدس، والجيش العراقي، وقوات الحدود، ومكافحة الإرهاب، والرد السريع بالمرصاد، والذين لن تذهب دماؤهم سدى، فسيادة العراق خط أحمر، ولن نسمح لأية خرافة أخرى بالنشوء على أراضينا، سواء أكان إبن عياض بينهم أم لا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك