المقالات

فرح # اليتيمة_المشهورة

1737 2018-07-02

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

إستيقضت الطفلة الكربلائية "فرح" صباحا، وبعد أن غسلت وجهها؛ بماء الحائر الحسني، لتجد أن مستقبلها بات مهددا، بسبب اختطاف والدها.

بكت كثيرا لا سيما أنها أكبر أخوتها، وما إن حل عصر ذلك اليوم المشؤوم، حتى أصبحت حديث العراقيين جميعا، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب.

صورها وصور أشقائها وشقيقاتها، تم تداولها  بسرعة خيالية، بحيث وصل مستخدمي هاشتاك؛ #انقذوا_بابا الى أكثر من مليون مستخدم..

ظاهريا؛ كان هناك تعاطف كبير مع قضيتها، لكن الواقع يكشف، أنه قد تم إنتهاك كل حقوقها، فالكاميرات تطاردها على مدار الساعة، ولثماني وأربعين ساعة؛ لم تنم هذه الطفلة الرقيقة كالنسمة، وصودرت مشاعرها من قبل مجتمع الفيسبوك، فقد تحول وجهها الملائكي الجيل الباذخ بالنقاء، الى مائدة لذباب الفيسبوك اللعين..  

في اليوم التالي صارت فرح يتيمة، لكن القصة لم تنته!

فقد بدأت أسراب الذباب تحوم حولها مجددا، آلاف المنشورات لأنها صارت يتيمة، وشرع هذا الذباب الموجه بإستثمار دم أبيها، ودم الذين قتلوا صبرا معه..وأذا تذكرنا أن المختطفين الستة صاروا ثمانية، وأنهم لم يكونوا أول ضحايا الإرهاب البعثي الداعشي، ولن يكونوا الأخيرين، سندرك أن مصارع الشهداء ويتم ذرياتهم، بضاعة في سوق النخاسة السياسة وإعلامها القذر، الذي يسقى زرعه بدماء المغدورين وأيتامهم دوما.

لقد أستعرض الذباب الفيسبوكي وجه "فرح"، مرة بغطاء رأس محكم؛ ينم عن إحتشام فطري أصيل، ومرة بعباءة كربلائية ملفوفة على طهر صادق..ويعلق أحدهم على صورتها؛ يتيمة وأنيقة!  

أستثمر الفيسبوكيين قصة فرح، ليحصدوا آلاف الـ"لايكات"..الـ"لايكات" غذاء فيسبوكي لذيذ لذبابه، لأن الفيسبوك لايعيش بدون هذا الغذاء.

تسابق عشرات "الناشطين المدنيين"، من"أبطال" منظمات المجتمع المدني، لالتقاط صور شخصية مع دموع الطفلة "فرح"، وكان القصد من ذلك، هو الحصول على التفاعل المغري بصفحاتهم.

آخرين وجدوها فرصة لا تتكرر أبدا، لإستعراض بطولاتهم، متحدثين عن تقديم انفسهم كرهائن، بدل والدها وصاروا ابطالا بنظر متابعيهم.

عدد كبير من مراسلي الفضائيات والإعلاميين، حصلوا على قصة خبرية جاهزة، باعوها بأثمان دسمة،لوكالات الأنباء والفضائيات، فيما بعض أجهزة الإعلام الأخرى وجدتها مادة إعلامية جاهزة، لتملأ بها فراغات التقارير.

عشرات البيانات من القوى والأحزاب السياسية، تدين وتشجب وتستنكر، وها هي تستثمر في حفلات تصفية الحسابات السياسية بعلانية فجة، تعيد الى الأذهان المعارك الأنتخابية!

في قادم الأيام ستصبح الطفلة"فرح"؛ بطلة المهرجانات الخيرية، وسوف تتنافس مؤسسات الأيتام على إصطحابها، الى حفلات الإستجداء وجمع الأموال، التي ستعود منها "فرح" الى بيتها، بنسخة بلاستيكية ذميمة لدمية"باربي"!

ستكون فرح أيضا مادة اعلامية محبوكة جيدا، يستخدمها السياسيين في الظهور الإعلامي، وتسويق أنفسهم من خلالها، على أنهم رعاة لقضايا الشعب وحقوقه، إبتداءا من بادوش والصقلاوية، مرورا بسبايكر وآمرلي، وأنتهاءا بـ"فرح".

أمس أضيفت "فرح" وأشقائها وشقيقلتها؛ الى رقم الملايين الخمسة من الأيتام العراقيين، وستزداد مخصصات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، باعتبارها سجلت أيتاما جددا، لكن أم "فرح" سترى نجوم السماء في عز الظهيرة، وستعيش الذل والهوان، وستبذل ماء وجهها، الى أن تحصل على إستحقاق المعونة الأجتماعية الزهيد!

كلام قبل السلام: الطفلة "فرح" ضحية دولة فاشلة، يقودها فاشلون بضمائر خرساء.."فرح" ستعيش بقية عمرها يتيمة، لكنها  ستكون مختلفة عن بقية الأيتام، لأنها # يتيمة _مشهورة..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك