المقالات

تنحي الخبرة لصالح التخلف..!

1796 2018-07-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

في كل حين ومحفل له عنوان سياسي، يتصدر المشهد  أفراد ومجموعات يشار اليهم على أنهم خبراء سياسيين..ولأنهم أرتدوا مسوحا خاصة، وركبوا على وجوههم أقنعة تتناسب مع هذا الوصف، ترانا ننزع تلقائيا الى القبول بالتوصيف دون أن حاجة للتحقق من صحته، وهي حالة تشبه الى حد بعيد تصورنا أن كل من يلبس عمامة رجل دين..!

الجماعة المتصدرين في الصفوف الأولى من حفل سياسي خبراء إذن..! لكنهم خبراء لم يتثبت أحد من خبرتهم؟ ومن هم، وبمَ هم خبراء ؟ وخبراء بالنسبة لمن؟ وبمعيار من؟ وما هو ميزان خبرتهم ووزنهم مع أقرانهم؟!..بل وتكتشف أن معظم هؤلاء الخبراء، لم يتحصلوا على أي من العلوم أو الخبرات!!..

وليست المشكلة تنحصر في الذين يطلق عليهم خبراء سياسيين، ففي ميدان السياسة تجد محترفها عندما يتحدث ،لا يتحدث أبداً بلغة ومفردات السياسة والسياسيين!

ثمة مشكلة إذن، والمشكلة تكمن في العقلية السائدة التي تنحي الكفاءات الحقيقية وتطردها، لصالح تقديم الرداءة بكل قيمتها وقيمها..

المشكلة تولد مشكلة..!

فالخبراء الحقيقيون، تضمر عقولهم نتيجة لتغلب الصفات السيئة على الصفات الحسنة، وهي مثلها مثل العملة الرديئة التي تطرد العملة الجيدة من السوق. ربما لأن أصواتهم معطوبة،.أو ربما للمصالح دور في تدجينهم وتسفيه ما يحملون من العلوم، أو لأن حاجاتهم تطحنهم فيستسلمون مضطرين..

 وإلا ما الذي يدفع ـ مثلاـ أستاذا جامعيا مرموقا، أن يتبنى مواقف وأفعال وإنفعالات مشتغلين في حقل السياسة، لا يتوفرون على الحد الأدنى من المعارف السياسية؟ وما الذي أرضخ مفكرا وكاتبا له موقفه الفكري والعقيدي حتى أن يخاطب أمي بالأستاذية؟

إنها أزمة التصور السائد الذي تتم رؤية الأحداث والنتائج من خلاله، وتعلمون أن لا أحد يجرأ على أن يقول في حضرة رجل دين سعودي أن الخالق الكريم ليس فوق فقط، لأن السائد لدى رجل الدين هذا هو أن الأرض مسطحة،  وأن "السلف الصالح" لم يقولوا بغير هذا، وأن شراح العقيدة كانوا يتحدثون أن الله فوق على اعتبار أن الأرض مسطحة...

والحقيقة أن معظم الساسة العراقيين لديهم تصورهم السائد، يفسرون من خلاله الأحداث بشكل طفولي (هذا وصف وليس شتيمة) ،حتى أنك تجد خبيرهم السياسي يتضاءل عقله بشكل مريع تحت وطأة مجاراة التصور السائد، وانظر إلى البرامج السياسية لمعظم الأحزاب والقوى السياسية، وأسلوب تناولها للمشكلات التي نواجهها، فما نجد إلا هراءا إنشائيا معادا مستنسخا بعضه عن بعض..ونقف في حيرة من أمرن متسائلين، إذا كان الذي تقوله القوى السياسية متطابق الى حد الإستنساخ بعضه عن بعض، فلِم هم مختلفينَ..!

كلام قبل السلام: إذا كنا نرغب فى نتائج مختلفة، فعلينا أن نصنع شيئاً مختلفاً...

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك