سجاد العسكري
ان الاحساس بالاخرين هو شعور انساني تعدى مراحل , للوصول الى ذروته , ويتكامل هذا الشعور عبر التعاون لتذليل متطلبات واحتياجات العصر الراهنة , وان كان تدريجيا؟!
هذا الشعور لايمكن ان يحس به اصحاب سياسة (فرصة اخرى ؛لأكمال ما بدائناه) وفي كل مرة تاتي الفرصة , وهم لا يشعرون بالاخرين , ان فرصة ان تكون في قمة الحكم والسلطة والمؤسسات تحت امرك , ووفرة من الاموال والاتباع المخلصين لمشروع فرصة اخرى, واستقطاب اخرين كـ(البعثين ,الفاسدين , ارهابيين , طائفيين ...)!! وجذبهم بما يشتهون , او اطماعهم بالمناصب الحساسة , عبر الكثير من القنوات, واحداها كانت تحت مسمى المصالحة الوطنية , التي صرفت لها اموال هائلة وطائلة ولا احد يعرف من اين ؟ وفي اين ؟ والى اين ؟ والتبرير احتواء الجميع , لأنهم تغيروا , سياسة لطيفة ؛ لكنها تتستر بعباءة هي اصغر من حجم ما عرف وصرف ؛ ولكن حينما تتلاعب مع شركاء اساسين وتفريقهم وابعادهم عن المناصب الحساسة ؛متناسيا الظلم والحيف الذي وقع عليهم من جراء سياسات لم تميز بينكم في التعذيب والاعدام والتهجير والتفجير, وتحت مسمى واحد كان انذاك, ومايزال يتردد نفسه ؛ لكن بوجه ولغة اخرى , هنالك تناقض مابين التعامل مع الجانبين , تقريب عدو دائم , وابعاد منافس قائم , والاسباب كثيرة منها: ولائهم لأحزابهم , الخوف من الانجاز يحسب لغيرهم , وبروز شخصية تلفت الانظار لها ..., مع نسيان الجانب الاخر ماهي ولائاته ؟ انهم يمثلون العصى في عجلة التقدم , ويقولون : وان ...مادام البقاء في السلطة على حساب هذه التناقضات التي نعيشها , من وضع مزري , وامكانيات تم اهدارها واستنزافها , ولم تدر خيرا لأبنائها ,والاصرار على الذنب من الكبائر. وهناك مشكلة ايضا مع مبداء فرصة اخرى , تبرز بصورة ملفتة , ومتلازمة لا يمكن انفكاك احداهما عن الاخرى , وهي فكر القائد , مازلنا نعيش في ماض بائس القائد الضرورة , لايخطاء , خطواته حكيمة, وان كانت جائرة , علينا بالصبر من اجل النصر , وبطولات هوليودية صنع في استوديوهات محبي فكر القائد, نعم هذا حال المنتفعين من فتات مائدة (فكر القائد ..فرصة اخرى) , متى تبنى مؤسساتنا ؟ متى تكون لديها استقلاليتها , خططها , مختصيها , اولوياتها ؟ وتبتعد عن المحاصصة المقيتة , التي لم تجلب لنا الا اضعاف وتضعيف المؤسسات الحكومية , متى نشاهد طرد المنتفعين , والمتنعمين بلا فائدة , واصحاب السفرات الماجنة على حساب مصلحة البلد او المؤسسة ؟ لا نريد ان تكون مجرد احلام نحلم بها ونحن نائمون , بل ان نحققها ونحن مستيقظون, لذا نقول : يجب التخلي عن فكر القائد الاوحد الذي لايخطاء , وان تكون الفرصة الاخرى , للاخرين لنرى مايعملون , لكن وفق مشروع وبرنامج يوحد الجميع ويحاسب المقصر , ويعاقب المسيء , والبعيد من ابتعد عن المشروع والبرنامج , والقريب من قربه المشروع والمصلحة العامة .
https://telegram.me/buratha