امل الياسري
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن حديث آل محمد صعب مستصعب، لا يؤمن به إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد إمتحن الله قلبه بالإيمان) ومن هذا الحديث نستشرف، أن المتابع للخطب السياسية، للمرجعية الدينية التي تعد إمتداداً طبيعياً، لخطب أهل البيت (عليهم السلام)، وأنها الحبل المتصل، بين الأرض والسماء، لذلك ليس بإمكان جميع الناس، فهم المقاصد الباطنية، لتوصيات المرجعية، فهي مرصد إستراتيجي شامل، للأوضاع والتحديات، التي يعيشها العراق منذ 2003 ولغاية الآن.
المرجعية رمز إسلامي كبير، ملهم للعقول، والقلوب، والضمائر، ويمثل الحصانة الدينية، والوطنية، والإجتماعية، بل وحتى الإقتصادية للشعب، وما أن شاهدت المرجعية المباركة، أن الكلام الموجه للساسة، ليس وراءه تنفيذ حقيقي للمطالبات، والضرب بيد من حديد على الفاسدين، ومحاربة الفساد علقت خطبها، وهذا يوضح عبقرية المرجعية بالتشخيص والمعالجة، وسذاجة القائمين بعملية الإصلاح، التي لم تحدث بحقيقتها، لعدم وجود الجرأة والشجاعة، في تنفيذ قراراتها، لذا إرتأت المرجعية النصح وفقاً للمستجدات، وإلا ما مقدار الإصلاحات التي نفذتها الحكومة؟
إن توقف المرجعية الدينية العليا، عن تقديم التوجيهات السياسية، يعد رسالة بليغة للحكومة، والعراقيين على السواء، وأنها غير راضية عما يجري، وهوأقل بكثير من توقعاتها، في خضم هذه التحديات الكبيرة، فالرسالة العبقرية، التي أوصلتها المرجعية الرشيدة، الى رئيس الوزراء، وأن جميع الأطراف المعنية بالعملية السياسية، مطالبون بمعرفة حجم التقصير، والنهوض بعجلة الإصلاح، قبل فوات الأوان، والسعي الحثيث للعمل، بروح الفريق المنسجم الواحد، بغية إدامة زخم الإنتصارات، وتعزيز المكاسب الكبيرة لحشدنا وجيشنا، فهما بوابة الأمن والأمان.
لا يختلف إثنان، على مكانة المرجعية الدينية الحكيمة، ودورها في الأحداث السياسية الجسام، فهي بالعبقرية التي تؤكدها، في عمق إرتباطها بحياة البسطاء، وبجميع المكونات بلا إستثناء، وهذا ما لا يدركه سذج السياسة، الذين لا هم لهم، إلا المصالح الحزبية والفئوية، يدورون حيثما درات أجندات أسيادهم، لذلك ترى بعض المأزومين، من أصحاب الشعارات المدنية الزائفة، يتكلمون عن المرجعية، وكأنها جسد قادم من الفضاء، وليست منظومة دينية عليا، تؤشر بوصلة الحياة، في عراق إختلط فيه الحابل بالنابل.
أيها الناس: قارنوا بين هاتين الصفتين، عبقرية المرجعية في فتواها، وحشدها، وشهدائها، وصور التلاحم مع هذا الحشد المقدس، من مساعدات، وتشكيلات، وقيادات ولائية مخلصة، وإمكانات بسيطة، وفتوحات أرعبت قوى الإستكبار العالمي، وبين السذاجة السياسية، التي يحاول لاعبوها، التقليل من شأن الحشد الشعبي، والإستهانة بكبريات عملياته التحريرية، وتضحياته، لينتهي بها الأمر تشويه سمعته، وبالتالي إنهاء دوره، في عمليات التحرير القادمة، لكن العبقرية الممتدة للرجال الأحرار، الذين يفقهون مخططات الأعداء، ستكون لهم بالمرصاد، فمرجعيتنا وحشدنا صمام أماننا.
https://telegram.me/buratha