المقالات

لماذا يجب أن يكون القضاء مستقلا؟!

1693 2018-07-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

الإجابة عن هذا السؤال، تفيد أن جوهر تحقيق العدالة، يتمثل بإنشاء منظومة لإحقاق الحق، ومقارعة الباطل تكون منحازة الى الحق دائما وأبدا، وليس هناك من وجه لحيادية القضاء، والدعوة الى إستقلال القضاء، تعني أن يكون بشخوصه وقراراته، غير خاضع لهيمنة الباطل، الذي عادة ما يكون هو المهيمن؛ على المشهد الحياتي!

بمعنى أوضح يتعين ان لا يسمح للباطل وشخوصه، أن يتسللا الى الجسم القضائي؛ والتشكيلات المتفرعة عنه، أو حتى المندكة فيه!

في العراق؛ عديد من الأجهزة المتخصصة بالنزاهة، مهمتها متابعة المال العام، والسلوك المالي والأداري الفاسد، وتمتلك هذه الأجهزة موارد بشرية، مهمتها الكشف عن السرقات والسراق.

يفهم من هذه التشكيلات، بكثرتها غير المعهودة في مكان آخر في العالم، أن أمرين هنا في بلدنا؛ يحصلان بالتوازي.

 الأول هو أن كم الفساد كبير جدا؛ بحيث يقتضي الأمر تشكيل أجهزة "نوعية"، متخصصة بملاحقة "أنواع" مختلفة من الفساد؛ لضمان الحرفية العالية، والثاني أن إرادة الأصلاح؛ تريد التخلص من الفساد سريعا، ولذلك كثرت أجهزة مقارعة الفساد!

بيد أن الحال مختلف تماما عن هذين التصورين!. إذ ومنذ عام 2003 وحتى اليوم، وكل الساسة يبشروننا بالقضاء على الفساد، وتتشكل حكومة إثر حكومة، وكل حكومة تبشرنا بأنها؛ ستحاسب عن المرحلة الماضية، ولكن حتى الساعة؛ لم تجر محاسبة حقيقية لأي احد، فمن يحاسب من؟!

هل الحرامي يحاسب الحرامي؟ وهل القاتل يحاسب القاتل؟ وهل الفاسد يحاسب فاسدا؟ وهل المستولي على أموال الدولة، يحاسب من استولى من جهته؛ على اموال ايضا للدولة؟

إنها الاكذوبة الكبيرة؛ التي يقومون بإلهاء الناس بها، في كل مرة يعلو فيها الصياح، حتى غدت هذه الاكذوبة؛ لعبة لا تمر على البسطاء من شعبنا، فكيف بنا نحن رجال الإعلام وصناع الرأي، الذين نعرف حق المعرفة، هذه الطبقة السياسية ماضيا وحاضرا، بما يمكننا من معرفة مستقبلها  وألاعيبها؟!

أغلب رجال أجهزة محاربة الفساد؛ قد شاركوا بشكل كبير في صناعة الخراب، وفي سرقة البلد، وفي هدر المال العام؛ وهم شركاء في لعبة الكهرباء، وفي محطات المياه، وفي شق الطرقات، سواء من خلال اخذ العمولة ام لفرض "الخاوات" مقابل الصمت،  او لتوزيع المشاريع محاصصة؛ للجهات التي ينتمون إليها، فمن يا ترى يحاسب من؟!

من الذي يصلح الأمور، هل يصلح الأمور من شارك في افسادها؟ هل يصلحها من سرق اموال الشعب؟ أم من "حوسم" المنطقة الخضراء، حجرا حجرا وسنتمترا سنتمترا؟!  

كلام قبل السلام: الذي يقوله الشارع العراقي، أن الأجهزة التي يعول عليها بمحاربة الفساد؛ غارقة بالفساد، لذلك فإن اليأس حق مشروع، لا يجب أن تصادره كثرة تصريحات المسؤولين الكبار، بانهم جادين بمحاربة الفساد هذه المرة، لأنهم وببساطة، قد أبقوا على رأس الفساد!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك