المقالات

متى يتحرك الجمهور المتدين:

2404 2018-08-04

حيدر السراي

اذا كان المؤمنون قد صبروا لاكثر من خمسة عشر عاما فذلك لان مرجعيتهم الدينية كان لديها خيارات غير الاحتجاجات السلمية والضغط الجماهيري ، اما وقد بح الصوت واصبح الغضب محمودا فلابد للمشهد ان يتغير، ومن المؤكد ان طوفان الجمهور المتدين قادر على قلب الطاولة وتحطيم امبراطوريات الفساد التي اسست على انقاض حكم كبير الفاسدين المجرم صدام 
يقال ان الطاقة الروحية هي من تحرك هذا الشعب وانه مهما بلغت الصنمية مبلغها فان المرجعية الدينية تبقى المؤثر الاكبر في تحريك الشارع ، ويراهن العبادي وحكومته وقادة الظل على دخول فصل الخريف وانخفاض درجات الحرارة ليخف مستوى الاحتجاجات .لكنني اعتقد العكس تماما فهذه المرة لن تسلم الجرة كما في كل مرة ، والمرجعية لا تتعامل بردود الافعال بل وفق خطة منهجية مدروسة تنتقل بالجمهور من مستوى الى مستوى اعلى ، ولو كنت مكان العبادي لما ضيعت ثانية واحدة في التسويف والمماطلة وانتظار مرور العاصفة بسلام.
الامر المهم الذي يجب الالتفات له هو ان القواعد الجماهيرية المؤمنة المتدينة لم تخرج بعد الى الشارع وما نراه اليوم وخصوصا في ساحة التحرير لا يمثل استجابة لخطب الجمعة لان القائمين عليها من خط اخر لا يؤمن بالمرجعية ولا بقيادتها الشرعية ، اما الجماهير المرجعية فهي على اتم الاستعداد للكفائي ضد الفساد ،لكن المشكلة الحقيقية هي عدم وجود القيادة الميدانية التي تنظم المؤمنين وتضبط ايقاع التظاهرات ، وتكون حلقة وسطية بين المرجعية والجماهير فبدون وجود هذه القيادة الميدانية لا يمكن نجاح الحركة الاحتجاجية ، وينبغي ان تتوفر في هذه القيادة ما يلي :
اولا : الطاعة للمرجعية الدينية والاخلاص لها في القول والفعل 
ثانيا : ان لا تكون جزءا من منظومة الفساد التي اهلكت البلاد والعباد
ثالثا : ان تكون ممن يثق بها المؤمنون وتحظى بالمقبولية لدى عامة الناس 
رابعا : ان لا تكون ممن تسنم منصبا تنفيذيا خلال الحكومات الماضية حتى لو كان نزيها فان ذلك يولد الانقسام بين الناس ، ويضع الحجة بيد الاخرين
خامسا : ان تمتلك الحنكة والخبرة السياسية والادارية للتمكن من ادارة دفة التظاهرات والحفاظ على ارواح الناس وتحقيق المطالب باقل خسائر ممكنة.
سادسا : ان تمتلك الوعي لاحباط مخططات الاعداء وراكبي الموجة كالبعث وداعش والحركات المنحرفة ودول الاقليم المعادية.
انني اعتقد ان الجماهير تنتظر ان تفرز الاحداث هذه القيادة لتبدأ حراكها السلمي التغييري ، فالخطر الحقيقي هو حدوث هيجان شعبي بلا قيادة حكيمة وناجحة ، وانا هنا اتحدث عن القيادة الميدانية التي تخوض في التفاصيل وليس المرجعية الدينية العليا لانها قيادة عليا لا تتدخل في التفاصيل وتحتاج الى حلقة فيما بينها وبين الناس . ويبدو للوهلة الاولى صعوبة وجود قيادة او مجموعة قيادات بهذه المواصفات لكن بعد نظرة فاحصة وبالاستعانة بالخطب المرجعية للاشهر السابقة اعتقد ان قيادات الحشد الشعبي التي ليس لدينا من نفخر بهم غيرهم يمكن ان يكونوا قادرين على القيام بهذا الدور خصوصا انها تمتلك القدرة العسكرية لاجهاض مخططات التخريب التي يمكن ان تبدأ للتشويش على المطالب الاحتجاجية 
كما اعتقد انه ليس من السليم ان تترك الجماهير بلا قيادة فتجد نفسها فريسة لراكبي الموجة كما في كل مرة ، وهذا احد مهام القادة المتدينين في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك