المقالات

متى الرحيل يا فاشل؟!

1847 2018-08-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

خـَـطـَـبَ قـُــسُّ بنُ ساعدةَ الإياديُّ بسوقِ عُــكاظٍ، فقالَ:

" أيها الناسُ، اسمعوا وعوا، مَنْ عاشَ ماتَ، ومَنْ ماتَ فاتَ  وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ. ليلٌ داجٍ، ونهارٌ ساجٍ ، وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ، ونجومٌ تـَــزْهَــرُوبحارٌ تـَـزْخـَـرُ، وجبالٌ مُـرْسَاةٌ، وأرْضٌ مُدْحاة، وأنهارٌ مُجْـراةٌ. إنّ في السماءِ لـَخبَرًا، وإنّ في الأرضِ لعِـبَـرًا. ما بالُ الناسِ يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا، أم تـُـرِكوا فناموا ؟!

يُقسِمُ قـُـسٌّ قسَمًا لا إثمَ فيه : إنّ للهِ دِينـًـا هو أرضى له ، وأفضلُ مِن دينِكم الذي أنتم عليه ، وإنكم لتأتون مِنَ الأمرِ مُنكرًا .

فات على السلطات الحاكمة؛ أثرُ المرجعية الدينية في قيادة المجتمع، وغابَ عنها أيضا؛ تخمين قدرة المرجعية، على توجيه الأحداث وضبطها، بنفس القدر الزماني المكاني؛ الذي حاول فيه الحزب الحاكم وبطائنه الفاسدة، تهميش هذا الدور العظيم، لأختلاف المناهج والرؤى، ولأعتقاد هذا الحزب؛ أن المرجعية يمكن أن تكون الحصان الذي يجر عربته، بعجلاتها المعوجة!

المرجعية الدينية؛ لا تحتاج الى أن تقول بالقلم العريض، أن الفئة الحاكمة ورجال الأحزاب الفاشلين، باتوا خارج نطاق الأصلاح، فالأصلاح ممكن مع الذين يرتجى منهم أمل، والمرجعية يأست من ذلك، وأعلنت يأسها مدويا عبر "بح صوتي"، وبدأت بعدها تؤشر الى البديل الصالح، عندما قالت أن "المجرب لا يجرب"، وأنتخبوا النزيه القوي الشجاع الأمين الكفء، وهي بذلك تريد أن تقول أن الحاكمين؛ لا ينطبق عليهم هذا المعيار، وأنهم فارقوا الصلاح منذ أمد بعيد..!

لكن أما لقلة الوعي السياسي، أو لشوشرة الفئة الحاكمة؛ وقدرة حزبها على أستثمار التاريخ والجغرافيا والسوسيولوجيا، بمهارة الشطار والعيارين، أعيد أنتاج المشهد السياسي بتفاصيله السيئة، رغم أنف منطق الأشياء ومجريات الحق والحقيقة.

في هذه التظاهرات شهدنا قبل أسبوعين؛ خروج طلبة العلوم الدينية الحوزويون في البصرة، وكلهم من أتباع مرجعية السيد السيستاني، بتظاهرة يدعمون فيها مطالب المتظاهرين، ومرت التظاهرة على الأغبياء الحاكمين دون أن يفهموا الرسالة.

كانت الرسالة واضحة جدا ولا لبس فيها..أننا معكم أيها المظلومين، ولكن السلطات والمندسين في التظاهرات، من بعثيين وعملاء مأجورين، حاولوا التغطية على ما تريده المرجعية، لأنه يخالف ما يخططون له.

في 27/7/ 2018، أعلنت المرجعية تبنيها الكامل لمطالب المتظاهرين، وإعلانها قدرتها على توجيه التظاهرات الوجهة التي تريد، حينما قالت أن المتظاهرين سيطورون أساليبهم، إذا لم تستجب السلطات لمطالبهم، وطرحت أيضا الحل الناجز بلا مواربة!

الحل هو أن تأتون برئيس وزراء "قوي"، يستطيع أن يخدم العراق والعراقيين، وهي أشارة الى ان الموجود حاليا لا يتصف بهذه الصفة، وأن تشكلوا حكومة يقودها رجال بمعايير دقيقة، وهي أشارة الى أن الموجودين "شلع قلع" لا تنطبق عليهم هذه المعايير، وأن يجري إصلاح القانون الأنتخابي القائم، وتعيين مفوضية أنتخابات مستقلة حقيقية، وهي أشارة واضحة الى عدم شرعية القانون القائم، والأيادي التي تنفذه، وأن يقوم ديوان الرقابة المالية بمراجعة الموازنات السابقة عاجلا، وهي أشارة الى أن الذين حكمونا لا يمكن أن يفلتوا من المحاسبة، وأن عليهم دفع الفواتير..

كلام قبل السلام: نتسائل هنا؛ لماذا تم سحب يد وزير الكهرباء وحده؟ و؛ أو لماذا وقف حزب السلطة معه؛ عندما تم أستجوابه في مجلس النواب، وماذا عن وزير التربية ووزيرة الأسكان والأعمار، ووزير التجارة؟!..ها هل كانوا ناجحين؟! ثم ماذا عن النقل ووزير الموارد المائية، وبقية شلة الفشل التي حكمتنا أربع سنوات، هي أحلك سنوات مرت علينا

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم الخطيب
2018-08-05
قراءة حصيفة ومقاربة لطيفة لتوجيهات المرجعية من خلال التصريحات والتلميحات التي أبدتها لتقويم الإعوجاج في المنظومة الإدارية والسياسية في البلاد، وتقييم دقيق وواقعي لضعف الإداء وتخبط القرار السياسي لحكومة العبادي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك